الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

انقطعت الأحلام عني منذ 3 سنوات.. فهل في ذلك مشكلة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أشكركم كثيرا على مجهودكم الرائع.

أرجوكم ساعدوني، لقد قرأت كثيرا من الأبحاث الطبية عن الأحلام وفوائدها، وكم هي تنفيس للضغوط النفسية، وتقوي التذكر، وترسخ المعلومات، ولكني منذ 3 سنوات، وأنا لا أجد أحلاما في نومي إلا نادرا جدا، قد تكون مرة كل 3 أشهر أو أكثر، ولا أعرف السبب، ظننت أن ذلك بسبب أنني أتوضأ قبل النوم، ولكني في فصل الشتاء تكاسلت عن الوضوء قبل النوم بسبب البرد، ولم أجد أحلاما أيضا، وعندما أرى الناس تتحدث عن أحلام النوم أحس بالغيرة.

أرجوكم ساعدوني، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ m a y t حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

من الواضح، ومن الثابت، ومن المؤكد أن كثرة الأحلام هي دليل على وجود قلق نفسي، وتوترات، وعدم استقرار نفسي، هذا مثبت ولا شك فيه، ولذا قيل أن الأحلام وهي نوع من التنفيس عن الضغوط النفسية، والأحلام أيضا قد تكون دليلا على عدم وجود توزان نفسي، الإنسان الذي لا تكثر لديه الأحلام نعتقد أن هذه ظاهرة إيجابية، وانقطاعها بالكلية هذا مستحيل، من الغالب أنه تأتيك أحلام، ولكن في وقت مبكر من النوم في درجة عميقة من النوم، لذا لا تستطيع أن تتذكرها، معظم الأحلام التي يذكرها الناس دائماً تكون في الفترات المتأخرة جدً ا الليل، أو قرب الصباح لذا تجد الناس تتذكرها.

أنا أود أن أطمئنك تماماً أن ما تعيشه الآن وتتعايش معه هي ظاهرة صحية مقبولة جداً، ويجب أن لا تنزعج لذلك، فالسبب من وجهة نظري أنك تتمتع باستقرار نفسي حتى وإن لم يظهر لك ذلك، وأعرف أن الأحلام من الشيطان والرؤيا من الرحمن.

ثانياً: الدليل أن نومك نوم صحي من وجهة نظري، والوضوء قبل النوم، وصلاة ركعتين احرص عليها، وكذلك أذكار النوم، وأرجو أن لا تشغل نفسك بما يقوله الناس حول الأحلام وهنالك الكثير من اللغط والفضول حول هذا الأمر، وأن يحدث الإنسان عن أحلامه ويحكيها خاصة إذا كانت سيئة هذا ليس مستحسنا أبداً.

ومن يأتيه حلم أيا كان هذا الحلم خاصة إذا كانت تكويناته وطبيعته غير مريحة للنفس يجب أن يطبق ما ورد في السنة أن لا يحكيها، ولا يحدث عنها، أن يستعيذ بالله تعالى منها، وأن يتفل على شقه الأيسر ثلاثا.

يا أخي: لا تشعر بالغيرة من الآخرين، وما الذي يجعلك تشعر بالغيرة من الآخرين، وأنت والحمد لله تعيش في نفس مطمئنة ساكنة طيبة، وأحلامك غالباً في أوقات مبكرة من الليل لا تستذكرها، أو أنها تأتيك وفي وقت النوم العميق، أو هي في الأصل ذات مكونات بسيطة وطبيعية في بعض الأحيان.

حين يكون هذا الأمر يشكل مشكلة حقيقية للإنسان نقول له أذهب إلى مركز فيه مختبر للنوم في مختبرات النوم يتم تنويم الإنسان لمدة ثلاثة أيام مثلاً، ويتم نوع من تخطيط الدماغ الخاص جداً الذي يعكس النشاط الدماغي، والأحلام تظهر في شكل نشاط دماغي معين، ودراسات كثيرة أشارت أن بعض الناس تحلم، وذلك يثبت أو قد أثبت من خلال رسومات الدماغ، ولكنهم لا يذكرون هذه الأحلام أبداً، فإذن الظاهرة أصلاً موجودة قد نستشعرها وقد لا نستشعرها، والبعض يبالغ في الحديث عنها،- وإن شاء الله تعالى- أخي الكريم أنت بخير وسوف تظل على خير.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
======================
انتهت إجابة د. : محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
وتليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية
======================

مرحباً بك أيها الأخ الكريم في استشارات إسلام ويب.

نصيحتنا لك أيها الحبيب أن تعتني بالمحافظة على السنن والآداب الواردة في شريعتنا الغراء مما سنه لنا نبينا صلى الله عليه وسلم قبل النوم، فإن فيها الحماية للإنسان والصون له من تلاعب الشيطان به، وفيها استجلاب لحفظ الملائكة له، ومصاحبتها له للصباح، وهذا فيه ما فيه النعم الجسيمة، فنصيحتنا لك أن تسعى جاهداً للمحافظة على هذه الآداب، فتتوضأ قبل النوم، وتنام على يمينك، وتأتي بأذكار النوم، وقراءة آية الكرسي، والأذكار الواردة في هذا الباب، هذا فيه صلاح، وقرار واستقرار وطمأنينة حال نومك، وفيها ما قدمنا من المنافع الكثيرة من حراسة الملائكة لك.

أما الطمع في أن ترى في المنام رؤية، فإنه غير مبرر، وقد أفادك الطبيب بأنه من الناحية الصحية ظاهرة إيجابية، وأما طمعك في أن ترى رؤى كثيرة، فإن هذا الحديث مع نفسك واشتغالك به واهتمامك بأمر الرؤى قد يصير كثيرا مما تراه لو رأيت يصيره من حديث النفس الذي لا يصدق على الواقع فلا يفيدك شيئاً، فدع عنك هذا الذي ليس إليك، واعتن بالاهتمام بما هو نافع لك، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز).

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية عيدكفافي

    افادكم اللة

  • لبنان غادة حسين

    بارك الله فيكم افدتمونا جدا جزاكم الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً