الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خوف وقلة تركيز وخمول وكسل.. ما تشخصيكم وتوجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا: لكم جزيل الشكر والتقدير على ما تقدموه وتبذلوه من مجهود في سبيل مساعدة الآخرين، وأرجو من الله، ومنكم أن تساعدوني أنا أيضا للتغلب على مشاكلي، والارتقاء لحياة أفضل.

ثانيا: مشكلتي ببساطة:

في سن الـ 18 أصابني اكتئاب حاد، وذهبت للطبيب، ووصف لي بروزاك حبة يوميا؛ لأنه لا يؤثر على الرضاعة، واستمريت عليه لمدة 3 اشهر، ولكن لم يحدث أي تحسن إلا بنسبة 5 % فقط، فتوقفت عنه من نفسي، وبعدها بسنة تناولت زولفت حبة يوميا لمدة 6 اشهر ( دون وصفة طبيب)، وهنا كان الفرق حيث تحسنت حالتي بنسبة 70 % حيث اختفت الأعراض الصعبة، ومنها: كره الدنيا، ونفسي وإحساسي بأني أعيش داخل بقعة كبيرة، لا أسمع، ولا أشعر بأي شيء خارجي حولي، ولا أستمتع بأي شيء مهما كان مهما ومفرحا في الحياة، وأصبحت الحياة أفضل كثيرا، ولكن بقيت بعض الأعراض القليلة، ولكنها عظيمة في نظري وهي:

1- الخوف الشديد جدا من الناس، والتعامل معهم ( عدا زوجي وولدي ) حتى أمي وأبي وإخوتي والأصحاب والأصدقاء والغرباء، رغم رغبتي الشديدة في الاختلاط والمشاركة في الأحاديث، ولكن عندما أتحدث أجرح كل من حولي بكلامي وطريقتي، وأصبحت عنيفة جدا في ردودي وأسلوبي، ولا أعرف لماذا أفعل ذلك، ولكن دون قصد أو وعي مني.

2- قلة التركيز بشكل كبير، وانحدار مستوى الذكاء جدا، مع العلم أني كنت أنجح في الجامعة برتبة امتياز، وعدم فهم الأمور إلا بعد التفكير فيها أو تكرار سماع الأمر 3 أو 4 مرات على الأقل.

3- الخمول والكسل بشكل مفرط، مما يضَيع الفائدة من الحياة.

4 - النهم في الأكل والجوع المستمر - كانت إحدى طرقي للتخلص من التوتر والملل- ولكن لا يوجد سبب لهذا الآن، وعدم المقدرة على السيطرة عليه رغم كل المحاولات، وزاد وزني في سنة 20 كيلو.

5- وتعود لي كل أعراض الاكتئاب الكبيرة منها والصغيرة لمدة أسبوع ( كل ستة أشهر)، وأنغلق بشدة على نفسي، ثم تزول من تلقاء نفسها بعد انقضاء الأسبوع، ثم أتحول لمدة أسبوع آخر إلى بهجة شديدة، وفرح زائد، ثم يزول أيضا؟

فأرجو منكم المساعدة، وإخباري بمسمى تلك الأعراض، وكيفية القدرة على التخلص منها والعيش بحياة هانئة وسعيدة.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم آدم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكما تفضلت وذكرت فإن لديك أعراض ما يمكن أن نسميه بالقلق الاكتئابي، هذه سيطرت عليك لفترة من الزمن، بعدها أصبح لديك شيء من تقلب المزاج، موضوع الخوف وقلة التركيز هذه كلها مرتبطة بالقلق، والخمول والكسل مرتبط بالجانب الاكتئابي، إما أنها بفعل الأكل والجوع المستمر، فهذا نشاهده أيضًا في حالات الاكتئاب النفسي الانفعالي أو غير المطابق.

لديك عرض مهم جدًّا لا نستطيع أن نتجاهله، وهو تقلب المزاج الذي يتأرجح فيه مزاجك ما بين الاكتئاب لفترات قصيرة والدخول إلى القطب الآخر، أي القطب الانشراحي مع الفرح الزائد، هذا (حقيقة) يكفي تمامًا لأن يجعلنا نفكر في أنك تعانين من درجة بسيطة من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، هذا التشخيص الآن أصبح شائعًا جدًّا، وفيما مضى كان يُنتظر إلى أن تكون الأعراض واضحة وجلية – أي أعراض الاكتئاب أو أعراض الهوس – ومن ثم يتم الوصول إلى التشخيص، أما الآن فاتضح أن هناك اضطراب وجداني ثنائي القطبية يمكن أن نسميه (الاضطراب الأكبر) وهناك اضطرابات أقل، وهذه - إن شاء الله تعالى – كلها تُعالج.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنا أعتقد أن الوضع الأمثل في حالتك هو الذهاب إلى طبيب نفسي، لأن تناول مضادات الاكتئاب لوحدها قد لا يكون أمرًا حكيمًا، أنت في حاجة من وجهة نظري لمثبتات المزاج، وهذا يحتاج لمتابعة عند الطبيب النفسي.

فأرجو ألا تنزعجي أبدًا، -وإن شاء الله تعالى- ذهابك للطبيب النفسي سوف يضعك في المسار الصحيح.

من ناحية أخرى: عليك دائمًا بأن تعيشي الحياة بإيجابية من خلال التفكير الإيجابي، وأن تديري وقتك بصورة طيبة، والكسل والخمول دائمًا يتم تجنبه من خلال تحسين الدافعية وزيادتها والإصرار على رفع الهمة، ولا شك أن ممارسة الرياضة، وتنظيم الوقت بصورة جيدة له أثر ممتاز جدًّا لتحسين التركيز، وكذلك إزالة الخمول والكسل، فكوني حريصة على ذلك.

أؤكد لك أن الأدوية النفسية سوف تكون مفيدة لك، أرى أنك بحاجة لجرعة صغيرة مثبتة للمزاج، ويمكن أن يضاف إليها أحد مضادات الاكتئاب، وأعتقد أن البروزاك بالرغم من أنك لم تستفيدي منه كثيرًا فيما مضى إلا أنه قد يكون هو الأفضل، وقد يكون الأجود في حالتك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً