الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي رهاب من القيء وأكل المطاعم.. أفيدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مرحبا فضيلتكم، أسال الله أن يبارك لكم ويبارك في علمكم، وفي هذا الموقع المبارك.

مشكلتي أنني أعاني من رهاب من القيء، وهو رهاب كبير، فما أن يبدأ أحد بمرض في بطنه، أو ما إلى ذلك حتى يراودني خوف كبير، رغم أنني أصبر نفسي، وأخبر نفسي أن هذا بلاء، وأنه يرفع الدرجات، لكن الخوف يستمر.

وأخاف من أكل المطاعم لهذا السبب، وأنظر إلى تاريخ الانتهاء بشكل متكرر.

أفيدوني -بارك الله فيكم- لقد تعبت منها، وأصبحت تجعلني مريضة في نظر أهلي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الرهاب يمكن أن يكون من كل شيء، والأشياء التي تؤدي إلى الخوف والرهاب دائمًا غير منطقية، الإشكالية أن بعض الناس يقبلون هذه الأفعال حتى وإن لم تكن غير منطقية، ومن خلال ما نسميه التحليل المعرفي لفكرة الخوف يستطيع الإنسان أن يقلل منه، فأنت يجب أن تجلسي مع نفسك جلسة عميقة ومفصلة وتتدارسي هذا الأمر (لماذا يأتيك هذا الخوف؟ جسدك سليم، الجهاز الهضمي لديك يعمل بالصورة المطلوبة، فلما هذا الخوف من التقيؤ؟) يجب ألا نقبل المخاوف، هذه مشكلتنا الأساسية.

لا ينبغي أن نفسّر، لا نحلل، لا نناقش أنفسنا، هذا النوع من المخاوف يحتاج للنقاش، يحتاج للتفسير، ليس مثل الوساوس، الوساوس يجب أن يغلق عليها، لكن الخوف يجب أن يناقش، فحاولي أن تناقشي الفكرة وحقري الفكرة تمامًا.

وأنا أرى أن تحاولي أن تتناولي وجبات من الطعام متعددة وصغيرة، وفي كل مرة قولي لنفسك (لن أتقيأ أبدًا) وحتى أكل المطاعم يمكنك أن تعرضي نفسك له، أي أن تتناوليه، وذلك بهدف ما نسميه بالتعريض مع منع الاستجابة، وهذا نوع من التحصين النفسي التدريجي، يعني التجربة لمرة واحدة ربما لا تفيد، أبدًا، ربما تدعم الخوف، ولكن التجارب المتكررة تفيد كثيرًا، وتؤدي إلى إزالة المخاوف.

النظر إلى تاريخ الانتهاء للأشياء بشكل متكرر هو خوف وسواسي، ولا شك في ذلك، وعليه أنا أرى أيضًا أن تناولك لدواء مضاد للوساوس ولفترة قصيرة سيكون مفيدًا، أنت لم تذكري عمرك، إذا كان عمرك عشرين عامًا فما فوق فلا مانع من أن تتناولي عقار (فافرين)، والذي يعرف علميًا باسم (فلوفكسمين) والجرعة هي خمسين مليجرامًا، يتم تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة شهر، ثم تجعلي الجرعة مائة مليجرام ليلاً لمدة شهر آخر، ثم تخفض إلى خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهر، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذا دواء سليم وفاعل جدًّا، وإن تمكنت أيضًا أن تذهبي للطبيب النفسي فهذا جيد.

هنالك تمارين تعرف بتمارين الاسترخاء، دراسات كثيرة جدًّا أفادت أنها مفيدة جدًّا في نوعية هذا الرهاب، لأن الرهاب أصله قلق وتوتر، وهذا التوتر يؤدي إلى تقلصات خاصة في المعدة والأمعاء، لذا تحسين بظاهرة الخوف من التقيؤ، وعليه تمارين الاسترخاء سوف تكون مفيدة جدًّا، لأنها تؤدي إلى استرخاء عضلي عام، خاصة عضلات البطن والصدر، فطبقي هذه التمارين بدقة، ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت رقم (2136015) وردت فيها بعض التفاصيل الدقيقة والجيدة لكيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، فأرجو الاطلاع عليها وتطبيق ما بها.

هذا ما أود أن أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً