الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أسباب الحرمان من الطاعات وعلاجها.

السؤال

السلام عليكم.

ما هي أسباب الحرمان من قيام الليل، والصلاة على وقتها والذكر، وما هو العلاج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خديجة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت، وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى، وصفاته العلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يثبتك على الحق، وأن يجعلك من الداعيات إليه على بصيرة، وأن يحفظك في هذه البلاد، وأن يجعلك نموذجاً إسلامياً رائعاً، ويحبب الناس في دين الله تعالى، وأن يجعلك ممن يساهم في عرض الإسلام بصورة رائعة لغير المسلمين لعل وعسى أن يدخلوا الدين بسببك.

وبخصوص ما ورد برسالتك -ابنتي الكريمة الفاضلة- عن أسباب الحرمان من قيام الليل والصلاة في وقتها والذكر، فإني أبدأ بكلامي معك بقول أحد علماء السلف عليه رحمة الله تعالى حيث قال:" من صفى صفي له، ومن كدر كدر عليه، ومن أحسن في ليله كوفىء في نهاره، ومن أحسن في نهاره كوفىء في ليله، وإنما يكال العبد بما كال"، هذا كلام، وحل هذه المسألة كلها.

والإنسان إذا كان في النهار مستقيماً على منهج الله بعيداً عما يغضب الله تعالى، فإن الله يتفضل عليه بأن يجعله معاناً على الطاعة، خاصة على قيام الليل، وهذا معنى قول الشيخ "من أحسن في نهاره كوفئ في ليله، وإذ أحسن في نهاره بالطاعة والاستقامة على منهج الله كافئه الله بشرف الوقوف بين يديه، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( إياكم والمعاصي، وأعلموا أن العبد يحرم الرزق بذنب يصيبه، وقد كان هيء له).

فالإنسان منا قد يحرم قيام الليل بسبب بعض المعاصي، ويحرم المحافظة على الصلاة في أوقاتها بسبب المعاصي، وقد يحرم الإعانة على الذكر والدعاء بسبب المعاصي، ولذلك علينا بارك اللـه فيك، أولاً التخلص من هذه السلبيات، وأن نجتهد في القضاء عليها؛ لأن المعاصي ظلمة، والمعاصي شؤم، والمعاصي شقاوة، والمعاصي تبعد العبد عن الرب، وتجعله يقع في أحضان اللعين؛ لأن الشيطان يأمر بالفحشاء، وينهى عن المعروف، ويزين الفساد، والمعاصي لعباد الله تعالى، ويجتهد بكل ما أوتي من قوة في إفساد علاقة العبد بربه، ولذلك لابد لنا أولاً أن نتخلص من أكبر قدر ممكن من المعاصي، وأن يجتهد في ذلك، وأن نضع خطة ولو تدريجية لهذه المعاصي حتى نتوقف عنها نهائياً، وساعتئذ نقوم بكل العبادات بكل سهولة ويسر هذا الأمر الأول.

الأمر الثاني: الدعوة والإلحاح على الله تعالى أن يعينك على هذه الأمور الطيبة التي ترغبين فيها، لأن الله تعالى أمرك بالدعاء، ووعد بالإجابة كما قال تعالى: { وعد الله لا يخلف الله وعده} والله قال سبحانه جل جلاله: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان}، وقال أيضا: {وقال ربكم أدعوني أستجب لكم }.

ثالثاً: بارك الله فيك عليك بالنسبة للقيام بالأخذ بأسباب النوم مبكراً، فأنت الآن تريدين أن تقومي الليل، فلا بد أن تنامي قسطاً وافراً من النوم قبل قيام الليل بأن تنامي مثلاً أول الليل، ولا تسهري كثيراً، والأمر الثاني: أن تنامي على السنة، بمعنى أن تتوضئي، وتنامي على الشق الأيمن، وتحافظي على الأذكار، والأمر الثالث: أن تظلي في ذكر الله تعالى حتى تنامي.

الأمر الرابع: أن تعقدي العزم أن تكون لديك نية قيام الليل حتى يستطيع الجسد أن يعطيك الإشارة المناسبة في الوقت المناسب لتقومي بين يدي ربك تبارك وتعالى ومولاك. هذه الأمور بإذن الله تعالى سوف تعينيك على ذلك.

الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم مفيدة، والإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بينة الإعانة على طاعة الله تعالى لها أثر عجيب وتأثيرها غريب في الاستقامة، وفي تحقيق الهداية للمسلم.

إذن -بارك الله فيك- الأمر ييدك، حاولي كما ذكرت بالنسبة لقيام الليل عدم تناول العشاء متأخرا، لأن تناول العشاء متأخرا يؤدي إلى التخمة والخمول، وكذلك يمكن الاستعانة ببعض المنبهات لإيقاظك في وقت معين من الأوقات سواءً أكان ذلك بما يتعلق بقيام الليل، أو بالصلوات، وبإذن الله تعالى سوف تكونين في وضع طيب ووضع حسن.

أسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير، كما أوصيك أيضا كذلك بالصحبة الصالحة، ابحثي عن أخواتك المسلمات الصالحات؛ لأن الصاحب ساحب، والمرء على دين خليله، كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام، وأيضا عليك بالصحبة الصالحة التي تعينك على تنفيذ أوامر الله تعالى، وأعلمي أن هنالك مراكز إسلامية كثيرة، وأن فيها إخوة وأخوات على قدر من الالتزام، ومن الممكن ربط نفسك بأحد هذه المراكز حتى لا تكوني وحدك فيستحوذ عليك الشيطان.

أسأل الله تعالى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يمن عليك بتحقيق هذه الأمنيات، وتلك الرغبات الرائعة.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ليبيا منصور محمد

    بارك الله فيكم....وجزاكم عنا كل خير

  • مصر أمة الله

    جزاكم الله خيرا

  • أمريكا إلهام-المغرب

    بارك الله فيكم

  • مجهول علي اسحاق

    جزاكم الله خير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً