الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما الأطعمة أو الأدوية التي تكون السيروتونين في الدم؟

السؤال

السلام عليكم

سؤالي هو: هل يفرز السيروتونين في الدم؟ وكيف نزيده؟ وما الأطعمة أو الأدوية التي تكون السيروتونين في الدم؟ وهل يجوز تناول مضادات الاكتئاب مع أوميغا 3 أو فيتامين ب 6؟ أم إن ذلك يسبب متلازمة السيروتونين؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام دعمس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

السيروتونين هو أحد المواد العصبية الهامة فيما يخص كيمياء الدماغ، وهو يُفرز من عدة أماكن في الدماغ، أهمها منطقة تُسمى بـ (نواة رافي) وكانت هناك محاولات حثيثة جدًّا لزيادة إفراز السيروتونين، وذلك من خلال إعطاء بعض المركبات التي يُعرف عنها أنها مشبَّعة بالمكونات التي يُفرز منها السيروتونين.

لكن هذه المحاولات لم تنجح كثيرًا، واتضح أن السيروتونين إفرازه يتحكم فيه الدماغ حسب وضع الإنسان، وليس من خلال أطعمة أو مركبات يتناولها.

فأقول لك أخي الكريم: التوازن الغذائي العادي هو المطلوب وليس أكثر من ذلك.

وموضوع نقص السيروتونين ليس بهذه البساطة، هنالك من يعتقد من العلماء أنه لا يوجد نقص حقيقي، إنما فُقدان الحساسية للفعالية، يعني أن السيروتونين موجود ويُفرز بكميَّةٍ مطلوبة لكن يفتقد الحساسية والاستشعار الذي يجعله فعّالاً، هذه نظرية محترمة جدًّا.

هناك نظرية أخرى تقول إنه يوجد تأرجح وتذبذب في إفراز السيروتونين، وليس ضعفًا، وهنالك نظرية أخرى ترى أن السيروتونين موجودًا ويُفرز، لكن ليس بتنسيق كامل مع مركبات الدماغ الأخرى، أي الموصلات العصبية مثل الدوبامين، أو المادة (ب)، أو مادة النورأدرينالين.

فيا أخِي الكريم: الموضوع لا يخلو من شيء من التعقيد، والذي توصّل له العلم وبصورة واضحة أن الأدوية التي تعمل على المستقبلات العصبية التي تفرز السيروتونين هي التي تؤدي إلى تحسين إفراز السيروتونين أو تحسين فعاليته، أو أن تجعله أكثر توازنًا مع بقية الموصلات العصبية في الدماغ.

بالنسبة لسؤالك الآخر: هل يجوز تناول مضادات الاكتئاب مع تناول أوميجا 3 أو فيتامين (ب)؟ ... نعم ليس هنالك ما يمنع، بشرط أن تكون الجرعات في حدود ما هو معقول وما هو مسموح به، لا أن يتعدى الإنسان الجرعات المعروفة، وأيضًا لا يستحسن أن يتناول الإنسان (مثلاً) الجرعة القصوى لأحد مضادات الاكتئاب، وفي نفس الوقت يتناول الأوميجا 3، هذا ليس مستحسنًا.

أما بالنسبة لفيتامين (ب6) فإفرازه لا يؤدي إلى تحسن مباشر في إفراز مادة السيروتونين، يعني حتى وإن تناوله الإنسان مع الجرعة الكاملة لمضادات الاكتئاب فلا أعتقد أنه سوف يُوجد تعارض.

إذًا -أخي الكريم الفاضل– الوسطية في الأمور هي الأفضل، والتوازن في تناول هذه الأدوية هو الأحسن، ودرجة سلامة أوميجا 3 وفيتامين (ب) عالية جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية الحجاز الشريف

    أجابه وافيه وشافيه... صراحه من أفضل رد ... شكرا دكتور....
    زائر

  • اليمن زهرة

    ذكر الله
    الاستغفار والتسبيح وصلاة النوافل اكيد
    لها ثاتير ايجابي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً