الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إذا أكلت أي أكل ساخن أو حراق يصيبني تقريص وعرق

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 26سنة، إذا أكلت أي أكل ساخن أو حراق أو حوادق يصيبني تقريص شديد في فروة رأسي ووجهي، وعرق شديد! ما سبب هذا؟

إذا بذلت مجهوداً ضعيفاً تصيبني رعشة في جسمي، وكذلك عند التعصب، وأنا قلق من هذه الرعشة، وكذلك عند مشاهدة أي شجار.

علماً أني لست خائفاً من الشجار، وعند دخول أي فرح تنتابني رعشة بجميع جسمي، ﻻ أعلم ما سبب هذه الرعشة؟

علماً أنها بدأت عندي في اليد ثم زادت اليدين والرجلين، ثم أصبحت بجسمي كله! أفيدوني أفادكم الله.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يعرف – أخِي الكريم – أن بعض الناس لا يتقبَّلون أكل الساخن أو الحارق أو الحوادق، هذا أمر معروف، لا يستسيغونها، لا يستحسنونها، ولا يمكن أن تؤدِّي إلى أي تفاعل مثل التقريص في فروة الرأس وخلافه، وربما تكون هذه المكونات الغذائية تُسبب شيئًا من الحساسية، وربما يكون هنالك ما يعرف بالجانب الإيحائي أو التأثير الإيحائي، أي أن الإنسان أصلاً لا يُحبُّ هذه الأشياء، لكن يحاول أن يُجرِّبها، أو شيء من هذا القبيل.

أيها الفاضل الكريم: هذه الظاهرة لا تشغل نفسك بها أبدًا، وتجنَّب الحوادق، تجنب الطعام الساخن الذي تحسّ أنه سوف يضرك، فابتعد عنه، الأمر في غاية البساطة.

أما بالنسبة لسؤالك الثاني، فجسم الإنسان خلقه الله تعالى أنه لديه مقدرات داخلية، يُدافع الجسم عن نفسه، وهذه المدافعة تكون عن طريق الجهاز العصبي اللاإرادي، وهنالك بعض المواد الكيميائية التي تُفرز في أوضاعٍ خاصة.

من الأمثلة المعروفة جدًّا: الإنسان إذا واجه الأسد - أو واجهه الأسد - ليس لديه أي حيلة، إمَّا أن يُقاتل الأسد أو يهرب، والغالب أنه يهرب، وكلا الموقفين يحتاج إلى إعدادٍ نفسي وجسدي كبير، وخصَّ الله تعالى أجسامنا بقدرة التكيُّف، حين تكون هنالك مواقف مثل الإجهاد الشديد – كما ذكرتَ – أو العصبية، أو القلق، أو موقفٍ كان الإنسان فيه مواجهًا لموقفٍ معيَّن كالشجارات – كما ذكرت – هنا تُفرز مادة الأدرينالين (adrenaline) وهي التي تؤدِّي بالفعل إلى الرعشة، وفي بعض الناس قد تؤدِّي إلى تسارع في ضربات القلب، وربما يتأثر مستوى السكر في الدم، وقد يحس الإنسان بالفعل بتغيرات كثيرة جدًّا مثل النوع الذي تحدثت عنه.

أيها الفاضل الكريم: هذه الأمور كلها تُعالج من خلال التطبُّع، أي أن الإنسان يُطبِّعُ نفسه على هذه المواقف الحياتية، ويأخذ الأمور باسترخاء وبسهولة، وأن يُمارس الرياضة، الرياضة أيضًا مفيدة جدًّا، وتُقوي النفوس قبل أن تقوِّي الأجسام.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
++++++++++
انتهت إجابة د. محمد عبد العليم. استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
وتليها إجابة د. محمد علام. استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية
++++++++++

بالنسبة للمشكلة الجلدية المذكورة، فأتصور من خلال الوصف أنك تعاني من نوع من أنواع الارتيكاريا المادية المرتبطة بزيادة درجة حرارة الجسم، والتعرق، ومن الممكن أن تظهر تلك المشكلة عند تناول المأكولات الحارة أو الساخنة أو أي نشاط أو فعل يؤدي إلى التعرق، وذلك نتيجة إفراز مواد كيميائية عند سخونة الجسم، وبداية التعرق.

العلاج يكون بتجنب التعرق قدر المستطاع، والحفاظ على درجة حرارة الجسم ثابتة، وأخذ حمام بارد بعد ارتفاع درجة حرارة الجسم، أو ممارسة الرياضة مباشرة، وتجنب الملابس الثقيلة، والمأكولات والمشروبات الحارة.

إن كان ذلك غير كاف للسيطرة على المشكلة، فيمكن تناول أقراص الـcetrizine or levocetrizine 5mg tab مرة واحدة يوميًا لمدة شهر إلى شهرين، والمتابعة مع طبيب الأمراض الجلدية للوقوف على النتيجة، والتعامل مع أي متغيرات قد تحدث، وللتأكد أيضا من التشخيص، ومعالجة أي مشكلات، أو أمور قد تكون متعلقة بتلك الحكة.

بالنسبة لمشكلة التعرق الزائد بالوجه، فلا يوجد سبب واضح لزيادة التعرق غير المرتبط بأمراض عضوية واضحة مثل: بعض أمراض الغدد الصماء كزيادة نشاط الغدة الدرقية، أو بعض الأمراض العصبية، ويجب زيارة الطبيب لأخذ التاريخ المرضي، ولتوقيع الكشف الطبي، وعمل بعض الفحوصات اللازمة للتأكد من خلوك من هذه الأسباب التي تؤدي إلى زيادة التعرق، وربما يكون سبب زيادة التعرق هو نتيجة زيادة حساسية مركز الشعور بالحرارة في المخ، أو الأعصاب السمبثاوية المغذية للغدد العرقية.

النوع الأكثر شيوعًا من زيادة التعرق هو النوع الذي تعاني منه، ويكون به زيادة التعرق محدداً في بعض الأماكن مثل: كفوف الأيدي، أو باطن القدمين، أو تحت الإبط، أو الوجه كما في حالتك، والأقل شيوعًا هو الذي يكون به زيادة التعرق في كل الجسم.

العلاج يكون باتباع بعض التعليمات العامة مثل: ارتداء الملابس الفضفاضة المصنوعة من أنسجة تمتص العرق والجلوس في أماكن باردة باستمرار، وبالإضافة للتعليمات العامة.

توجد بعض العلاجات الموضعية، والتي تكون في أغلب الأحيان فعالة مثل: SPIRIAL كريم، لأنه على هيئة يسمح باستخدامه على الوجه، وأفضل أن يكون علاجك تحت إشراف الطبيب كما ذكرت سابقاً.

وفقك الله وحفظك من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً