الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إذا صليت بالناس أو خطبت فيهم يرتعش جسمي وقلبي

السؤال

مساء الخير

أشكر القائمين على هذا الموقع الشامخ، وأخص منهم الدكتور محمد عبد العليم.

أنا إذا أردت أن أصلي بالناس صلاة جهرية، أو أخطب بهم الجمعة؛ يتسارع قلبي، ويرتعش جسمي، وأحس بخفة بجسمي، علما أني لا أكترث لهم، وأنا رجل اجتماعي أحضر المناسبات، بل وأترقبها بفارغ الصبر.

ما هذه الحالة؟ وهل هي وراثة؟ لأن أبي كذلك، وقد قرأت استشارة لكم برقم: (2308409) وتبعت العلاج منذ أربعة أيام، فهل فعلي صحيح؟ وهل الاندرال أو إنديكاردين إذا تناولت منه 120mg عند اللزوم له تأثير على من معه سُكَّر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، أخي الفاضل: الإنسان حين يقدم على القيام بأي فعل؛ خاصة إذا كان الفعل عقلياً يتطلب شيئا من التحفيز، يتطلب أن يستعد جسده نفسياً وبيولوجيا وكيميائياً ووجدانياً، والذي يحدث عند المواجهات أيا كان نوعها -ونحن نعتبر الصلاة الجهرية، أو الخطبة أمام الناس يوم الجمعة فعلاً من المواجهة، هي مواجهة عظيمة جداً، لكن تتطلب استعدادا فكريا، وجسدا يستجيب، من خلال الاستعداد البيولوجي- تفرز مادة الادرينالين بكثرة، وهذه تؤدي إلى تسارع في ضربات القلب، وربما شيء من الرعشة البسيطة، أو الشعور بالتلعثم في بعض الأحيان، هذا أخي الكريم نسميه بالقلق الإيجابي، قلق الأداء، أرجو أن تتفهم ذلك جيداً.

فالذي يحدث لك ليس مرضاً، إنما هو قلق إيجابي يتطلبه موقف جسدك، ويريد أن يستعد لأن القلب يجب أن يضخ الدم بكميات أكبر لذا يتسارع، لماذا يضخ القلب الدم بكميات أكبر؟ لينتشر الأكسجين بصورة أفضل على مستوى الدماغ والعضلات، وليزيد من حسن أدائك ويقظتك، وكما تلاحظ أيها الفاضل الكريم هذه الحالة التوترية تكون في بداية المهمة التي تود أن تقوم بها كخطبة الجمعة، بعد ذلك تجد أنك والحمد لله في غاية الاسترخاء.

الظاهرة ظاهرة سطحية إيجابية مطلوبة، لكن قطعاً إذا اشتدت هنا قد تسبب الكثير من العثرات للناس، حالتك خفيفة، وحالتك بسيطة، وأفضل علاج لها هو الإكثار من هذه المواجهات، تصلي متى ما طلب منك أن تصلي، أن تقرأ القرآن جهراً، أن تحضر حلقات التلاوة؛ هذه كلها جيدة يا أخي الكريم، وقطعاً خطبة الجمعة يجب أن تحضرها بصورة جيدة؛ لأن التحضير الجيد يقلل من التوتر.

بالنسبة للعلاجات الدوائية لا أراها مطلوبة كثيراً في حالتك، لكن لا بأس من تناول الإندرال بجرعة 20 مليجراما مثلاً قبل المواجهة، ويكون ذلك بساعتين قبل الخطبة مثلاً، هذا إن شاء الله تعالى يريحك كثيراً، كما أن ممارسة التمارين الاسترخائية والممارسات الرياضية فيها إيجابيات كثيرة جداً للتقليل من هذه الأعراض.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً