الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بسبب عدم استجابة ربي لدعائي أصبحت قليلة الثقة بالاستجابة، فما سبب ذلك؟

السؤال

السلام عليكم.

كنت أدعو بشدة لأمر ولم يتحقق؟ ومن بعد ذلك أصبح دعائي خفيفا جدا، وأنا لست سعيدة بذلك؟ أحيانا أدعو، ومن ثم أقول أن الله لن يستجيب لي؟ كأنه لم يعد لدي ثقة بالله، وهذا الأمر يزعجني جدا، فلجأت للاستغفار، ولكن ما زلت مقصرة بالدعاء؟ وأصبحت كسولة بدعائي، وأنا لا أريد أن يغضب الله علي، أريد أن أكون كما كنت وشكرا؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ maria حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الواجب على المسلم أن يثق بالله تعالى ويحسن الظن به، ويستمر في دعائه، ولا يستعجل الإجابة، فإن الله عليم يعلم ما يصلح للعبد، وحكيم يضع الشيء في مكانه اللائق به.

وتركك للدعاء لتأخر الإجابة عنك تصرف غير سليم، بل الواجب عليك الاستمرار في الدعاء سواء استجيب لك أو لم يستجب لك؛ لأن الدعاء له ثلاث حالات: إما أن يستجيب الله له، أو يرفع الله به بلاء كان سيقع، أو يدخره الله له إلى يوم القيامة، فالدعاء كله خير.

فإذا تخلف عنك الحالة الأولى فلا يعني ذلك أن الله لن يعطيك الثانية أو الثالثة، فلماذا الكسل عن الدعاء؟

لذا ننصحك بالثقة بالله، والتوبة والاستغفار مما حصل منك من تقصير وضعف، والعودة إلى الله والتضرع إليه ودعائه بصدق وإخلاص، وإقبال وثقة وحسن ظن ويقين بأنه يجيب دعوة المضطر إذا دعاه.

ولا يجوز لك الشك في استجابة الله لك، بل عليك بالدعاء، وكلك يقين بأنه سيستجيب لك.

وعليك بتحري أوقات استجابة الدعاء مثل الثلث الخير من اليل وبين الأذان والإقامة، وفي السجود، وعند الإفطار للصائم، ونحوها.

وكذلك عليك بتحقيق شروط استجابة الدعاء، مثل الابتعاد عن المطعم والمشرب والملبس الحرام، والابتعاد عن الدعاء بقطيعة أو إثم، والابتعاد عن فعل المعاصي والمحرمات.

عليك بالإقبال على الله سبحانه بالطاعات والقربات، وثقي إنك ستعودين إلى ما كنت عليه من لذة الطاعة والمناجاة لله سبحانه وتعالى.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً