الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من آلام القدم والظهر والتنميل دون سبب واضح، أفيدوني بالحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 22 عاما، ولدي بعض الأعراض، والتي تشعرني بالقلق والضيق, أرسلت لكم بعض الاستشارات بالماضي، وأرجو أن يتسع صدركم لاستشارتي.

معظم الأعراض التي أعانيها ظهرت في آخر سنتين أو ثلاث، وهي:

- اضطرابات الجهاز الهضمي، والغازات، وشعوري بالامتلاء, فعند تناول الطعام أحتاج لدخول دورة المياه مباشرة للتبرز، وأخبرني الطبيب بأنها مشكلة في القولون، وكنت مصابا بالبكتيريا الحلزونية وعالجتها -الحمد لله-.

- أعاني من الارتيكاريا المزمنة.

- لدي ألم شديد في أعلى الظهر، يأتي دون أي مقدمات وفي أي وقت، وبدون سبب معين، وأقوم بطرقعة ظهري حتى أشعر بالراحة، أطرقعه بشكل عنيف، وأضغط على عضلات الظهر كثيرا، ثم أتمدد لبعض الوقت حتى أشعر بالهدوء، ولكنني أعاني من ألم القدمين عند التمدد أو الجلوس، ولدي شعور بالخدر الخفيف, ليس تنميلا وإنما شعور بأن القدم مخدرة قليلا، ويكون لدي رغبة شديدة في الضغط على قدمي وتحريكها وعصر عضلاتها بالكامل حتى أشعر بالراحة، وعند الجلوس أشعر بألم في المؤخرة، وأرغب في الحركة.

ألم القدم والظهر يجعلونني أشعر بالإعياء والإرهاق بشكل شديد جدا، أشعر به عند بداية الأعراض, والغريب بأن القدم تؤلمني عند الجلوس والتمدد، وكذلك ظهري عند الجلوس أو الوقوف لفترة دون حركة، أشعر بالآلام بدون أن أفعل أي مجهود.

ما دفعني إلى طلب الاستشارة هو وجود ترسبات بيضاء وخطوط بيضاء على الملابس بعد جفاف العرق، وهذا العرض منذ عامين فقط، فهل هو دلالة على إصابتي بالسكر أو الضغط تزامنا مع الأعراض السابقة؟ وهل هناك ارتباط بين الأعراض التي أعانيها؟

الأدوية التي أتناولها حاليا هي مضاد الهيستامين، وكنت أعاني من الاكتئاب، وأتناول دواء فلوكستين، منذ ستة أشهر، ودواء انوكسيكام 20 ملم، منذ ثلاثة أيام، وأرجح بأن تكون آلام القدم والظهر بسبب التهاب الأعصاب.

أشكركم جدا، وآسف على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الشعور بالامتلاء والانتفاخ والغازات أمر مرتبط بالقولون العصبي، ومعروف أن من يعانون من بعض الاضطرابات النفسية يعانون أيضا من القولون العصبي، وبالإضافة اإلى الجانب النفسي، فإن نقص السوائل والألياف في الطعام يؤديان إلى اضطراب الهضم، وإلى تقلص عضلات القولون.

ولذلك من المهم لعلاج القولون وللتخلص من الغازات والشعور بالانتفاخ، التعود على تناول المزيد من الألياف في الطعام، ويمكن الحصول عليها من خلال تناول الحبوب، مثل: شوربة الشوفان، وجريش القمح، والبرغل، والقمح النابت، والأرز البني، على أن يكون ذلك نظام غذائي مستمر، مع الحاجة إلى تناول أقراص الخميرة قبل الوجبات للمساعدة على الهضم، لاحتوائها على بعض الخمائر، مع الإكثار من زيت الزيتون مع الأجبان والسلطات، أو حتى شربه على الريق صباحا، وتناول فاكهة الخوخ والتين، لأنها ملينة بطبيعتها.

ومن المفيد لعلاج الإمساك والقولون تناول عصير اللحاء الداخلي لنبات الصبار، عند خفقه في الخلاط مع القليل من العسل والليمون وأوراق النعناع الطازجة، مع الإقلال قدر الإمكان من شرب الشاي والقهوة، لاحتوائها على مواد تؤدي إلى الإمساك، ويمكن الحصول على السوائل من خلال الإكثار من شرب الماء، وتناول عصير الخوخ والتين والبرتقال.

والمقصود بالارتيكاريا هي ظهور طفح جلدي مرتفع عن سطح الجلد على شكل دوائر في صورة احمرار وحكة، ويختفي من مكان ليظهر في مكان آخر، هو عبارة عن حساسية جلدية تسمى urticaria، وهي حساسية مؤقتة غير مرتبطة بأمراض أخرى، وغير مزمنة، تحدث بسبب لدغة حشرات، أو الإصابة ببق الفراش، أو ما يعرف ب house dust mite، أو تناول أطعمة من المعروف عنها أنها قد تؤدي إلى حساسية، ولذلك يجب الربط بين توقيت الارتيكاريا، وبين أنواع الأطعمة، أو النوم على الفراش المصاب بتلك الحشرة الصغيرة، والعمل على تجنب ذلك.

ويمكنك تناول حبوب مضاد للهيستامين من الجيل الثالث، مثل telfast 180 mg، قرص واحد يوميا لمدة خمسة أيام، مع تناول حبوب كورتيزون 30 مج، قرص واحد يوميا لمدة خمسة أيام أيضا، ولا قلق من ذلك الطفح -إن شاء الله-.

وألم الظهر والتنميل مرتبط بالنقص الشديد في فيتامين (د)، والنقص في فيتامين (B12)، وفقر الدم، خصوصا إذا كنت مدخنا، ويمكن علاج ذلك عن طريق أخذ حقنة فيتامين (د)، جرعة 600000 وحدة دولية، ثم تناول كبسولات فيتامين (د) الأسبوعية، جرعة 50000 وحدة دولية، كبسولة واحدة أسبوعيا، لمدة 12 أسبوع، مع شرب المزيد من الحليب، وتناول حبوب كالسيوم 300 مج، مرتين في اليوم لمدة شهرين على الأقل صباحا ومساء.

ولا مانع من أخذ حقن مغذية للأعصاب، مثل neurobion، يوما بعد يوم عدد ست حقن، والتي تحتوي على فيتامين (ب1، ب6، وب 12)، ولا مانع من تكرارها مرة أخرى، ويمكنك في هذه المرحلة تناول كبسولات تحتوي على حديد، وعلى فوليك أسيد، مثل: fefol، أو ferose F، يوميا كبسولة مرة واحدة في اليوم مع الغذاء في غير أوقات تناول حبوب الكالسيوم، لمدة شهرين إلى أربعة شهور، ولعلاج الألم يمكنك تناول كبسولات celebrex 200 mg، مرتين يوميا لمدة 10 أيام، ثم عند اللزوم بعد ذلك.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً