الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اتخيل كثيراً، وأعيش أحداث لا وجود لها، أريد حلاً.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ بلوغي سن 13 صرت اتخيل كثيراً، وتخيلاتي أنني في قصة رسوم متحركة، وأعيش أحداثا لا وجود لها، وكلما شاهدت قصة وأثرت فيّ أذهب إلى التخيل، وسماعي للغناء يساعدني على التخيل.

عمري الآن 18 سنة، وأحس أني أضيع حياتي، وأحياناً تكون مدة التخيل أكثر من 4 ساعات، لذا أريد حلاً لهذه المشكلة، أم هي شيء عادي؟ بسببها أصبحت أحياناً لا أحب الخروج، كما أني أخجل كثيراً وكثرة تؤدي بي إلى الاكتئاب والتعدي على حدود الله كالإلحاد، أتمنى أن تجيبوني لأنني سئمت، وأنا لا أصلي أبداً، وأحياناً أصلي لمدة أسبوع وأتوقف.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزء من الخيال خيال صحي بالنسبة للإنسان، وبالذات في مرحلة المراهقة ومرحلة الشباب، لأنه بدون الخيال والتخيُّل لا يستطيع الشخص أن يُبدع ويتقدَّم في الحياة، والشخص الذي لا يكون له خيال على الإطلاق يكون شخصا جامدا (محلّك سِر) ولا يتطور.

ولكن المشكلة في زيادة الخيال أو قضاء وقت طويل في الخيال كما يحدث لك، كما قلنا: قليل من الخيال مفيد للشخصيّة وللتكوين النفسي، ولكن إذا قضى الشخص معظم وقته في الخيال يكون هناك مشكلة ما، وقد تكون المشكلة هي هروب من واقعٍ مرير، أو هروب من مشكلة يعيشها الشخص.

على أي حال: هناك عدة أشياء يمكن أن تتغلب بها على الخيال الكثير، وذلك بأن تضع يوميًّا برامج لنفسك، برنامج مفصّل عملي لليوم، لقضاء اليوم وكيفية قضاء الوقت، لكي لا تترك وقتًا كثيراً للخيال.

وأيضًا اتجه للأشياء العملية مثل الرياضة، فهي مفيدة جداً للاسترخاء، وتشغل الإنسان، وحاول بقدر المستطاع أن تخرج ولا تكن وحدك، فالإنسان عندما يكون وحده يُكثر من التفكير، ويكثر من الخيال.

وإذا لم تستطع -أخي الكريم- تنفيذ هذه الأشياء فما عليك إلَّا أن تقابل طبيباً نفسيّاً؛ لكي يُساعدك بالعلاجات النفسية، وبالحبوب إذا كان هناك داعٍ لذلك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً