الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من مخاوف وتوتر وتشتت ذهني.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

قبل خمس سنوات كنت أشعر بالضيق والإحباط، وأمر بظروف سيئة في العمل وغير مشجعة، وأصبت بنوبة هلع شديدة في أحد الأيام نتج عنها حالة من الوسواس الذي تطور لاحقاً إلى اكتئاب متوسط، وبدأت رحلة البحث عن العلاج في عيادات الأطباء والطب الشعبي، وخلاصة ذلك أنني استقريت على دواء السبرالكس لمدة عامين، وبشكل متقطع على فترات لا تقل عن 3 أشهر، وكان مفعولة ممتازا، ولكنه كان يسبب لي حالة من الخمول والرغبة الشديدة في الأكل، حتى زاد وزني خلال العامين حوالي 15 كيلو غرام.

وبعد عامين أخرى من التوقف من استخدام دواء سبرالكس عاودني المرض على شكل رهاب شديد، وخاصة من السجن والأماكن المغلقة، وأصبحت أفكر كثيراً في حال سجناء أعرفهم، وأشعر بضيق شديد وأتألم لحالهم، وأعاني كذلك من حالة من التشتت الذهني تمنعني من الإنجاز في عملي، حيث أن طبيعة عملي تحتاج إلى مجهود عقلي كبير، وأعاني كذلك من حالة من الضيق أغلب الأوقات، حتى أنني لا أطيق الاستماع لأسئلة أطفالي في المنزل، وأجيبهم بصراخ وسباب، وأهددهم بالضرب إذا لم يتوقفوا عن مناقشتي، حتى وصل الأمر أن أرفض قراءة نتيجة الأعمال المدرسية لابنتي الكبيرة التي تتمتع بتفوق دراسي على مستوى المنطقة، أو الاطلاع على خطابات الشكر والهدايا المقدمة لها.

قبل شهر تقريباً اشتريت عشبة سانت جونز من أحد المواقع الشهيرة، واستخدمته تقريباً لمدة 3 أسابيع بمقدار 3 كبسولات يومياً، وأفكر في التوقف عن تناول الأعشاب، واستخدام دواء يساعدني على التركيز والنشاط وتحسين الحالة المزاجية السيئة التي أعاني منها، فما هو الدواء المناسب لحالتي يا دكتور؟ علماً بأنني لا أرغب في العودة إلى استخدام السبرالكس نتيجة الانتكاسات المتكررة التي كانت تحدث لي عند التوقف عنه وأعراضه الجانبية الغير مرغوبة بالنسبة لي وخاصة التثاؤب الدائم والخمول.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو تميم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: الذي ألاحظه أنه غالبًا لديك بعض أعراض القلق الاكتئابي، وأريدك أن تكون إيجابيًا في تفكيرك وفي مشاعرك، وأن تجتهد في أعمالك، لأن الإنجاز على الصعيد المهني والاجتماعي يُحسِّنُ كثيرًا من الناحية المزاجية عند الإنسان. وكن متفائلاً وحسن التوقُّعات.

أخي الكريم: عبِّر عن ذاتك، لا تحتقن، أن تسكت عمَّا لا يُرضيك هذا يؤدي إلى احتقانات كثيرة، ويجعلك تقوم بإسقاط غضبك على أطفالك في البيت.

حاول أن تُنظِّم وقتك بصورة إيجابية، لأن ذلك يُساعد الإنسان على الإنجاز، وكذلك على الترويح عن النفس بما هو جيد وإيجابي. قطعًا الرياضة تفيدُ كثيرًا في عمرك، فاجعل لها نصيبًا في حياتك.

الدعاء وتلاوة القرآن والصلاة في وقتها مُدعمات علاجية رئيسية نفسيَّة روحيَّة أوصيك وأوصي نفسي بها.

أخي: أنقل لك بشرى وهي أن عقار (بروزاك) والذي يُسمَّى (فلوكستين) سيكون الأنسب، حيث إنه لا يُسبِّبُ الخمول ولا يسبِّب التكاسل، على العكس تمامًا هو يُحسِّن الدافعيَّة الجسدية والنفسيّة، والبروزاك حين التوقف عنه ليس له أعراض انسحابية، وذلك لسببٍ علميٍّ بسيط، وهو أنه يحمل إفرازات ثانوية، أي أنه يبقى في دم الإنسان من سبعة إلى عشرة أيام بعد التوقف ممَّا يجعل هذا الدواء سليمًا جدًّا وممتازًا جدًّا من حيث عدم وجود آثار انسحابية سلبية.

فيا أخي: توكّل على الله وابدأ في تناول البروزاك، والجرعة هي: عشرين مليجرامًا، يمكنك أن تتناولها نهارًا، يفضل تناولها بعد الأكل، استمر على جرعة البداية هذه لمدة شهرٍ، ثم اجعلها كبسولتين في اليوم – أي أربعين مليجرامًا – تناولها لمدة ثلاثة أشهر، وهذه هي الجرعة العلاجية الممتازة، بعد ذلك خفضها إلى جرعة وقائية بأن تتناول كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الدواء.

أسأل الله تعالى أن ينفعك به، وأشكرك – أخي الكريم – على ثقتك في استشارات الشبكة الإسلامية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً