الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي له علاقات نسائية، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

زوجي يتواصل مع نساء أخريات ويخرج معهن، وأخبر واحدة منهن بأنه غير متزوج، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ Rawya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.

هذه المشكلة – أيتها البنت الكريمة – تحتاج منك إلى صبر وتأنٍّ واتباع الخطوات الآتية التي من خلالها يمكنك -إن شاء الله- أن تُغيري مسار الحياة لدى زوجك.

أوَّلُ هذه الخطوات: أن تتعاملي مع زوجك بهدوء، وتحاولي علاج هذه المشكلة بدون توتر أو قلق، ويُعينك على هذا أن تعلمي بأن انفعالك أو غضبك أو خروجك عن السيطرة على نفسك لن يحلّ هذا الإشكال.

ثانيًا: أن تبدئي أولاً بمحاولة رفع المستوى الإيماني لدى زوجك، فإن كل المنكرات إنما يُقيد الإنسان عنها الإيمان والخوف من الله تعالى، وقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (الإيمان قيد الفتك)، فاجتهدي في إيقاظ ضمير زوجك وإحياء قلبه بالخوف من الله تعالى ومراقبته، وذلك بأن تحاولي إسماعه المواعظ التي تُذكره بالجنة وما فيها من الثواب للطائعين، والنار وما فيها من عقاب للعاصين، وتُذكّره بالموت وشدائده وسكراته، وما يلقاه الإنسان بعد رحيله من هذه الدنيا؛ فكلُّ هذه المواعظ من شأنها أن تُصلح ضمير الإنسان، وتُوقظه من غفلاته.

ثالثًا: اعتني بنفسك أنت، وحاولي أن تتحبَّبي إلى زوجك، وتفهمي كل ما يُريده ويرغبه في النساء لتكوني أنت مُغنية له عن ذلك.

رابعًا: حاولي أن تربطي علاقات بالأسر التي فيها أناس متدينون يتعرف عليهم ويربط علاقات بهم؛ فإن الصُّحبة مؤثّرةٌ في أخلاق الإنسان ولا محالة، وقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (المرء على دين خليله)، والناس تقول: "الصاحب ساحب".

إن احتجت أن تُصارحي زوجك بما عليه فيمكن أن يكون مرحلة متأخرة بعد محاولة إصلاحه بالطرق السابقة، فصارحيه بالأمر بهدوء ورويّة، وأخبريه أنك تعلمين بذلك ولكنك تصبرين عليه، على أمل أن يُصلِّحَ ما فيه من اعوجاج، ونأمل -إن شاء الله تعالى- أن تكون هذه الخطوات مثمرة ونافعة -بإذن الله-، واعلمي جيدًا أن الصبر مفتاح الفرج، فحاولي أن تصبري على زوجك بقدر الاستطاعة، فلعلَّ الله تعالى أن يُصلحه قريبًا، وأكثري من الدعاء له؛ فإن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلُّبها كيف يشاء.

هذا عن التوجيه بما ينبغي لك أن تفعليه، أمَّا من ناحية الحكم الشرعي، فالمرأة إذا رأت سوءًا من زوجها يجوز لها أن تطلب الطلاق منه، ولكن ليس هذا هو الحل الأمثل في كل الحالات، فتدبري أمرك.

نسأل الله أن يُصلح لك شأنك ويُصلح زوجك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً