الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أطهر قلبي من الذنوب والآثام؟

السؤال

السلام عليكم..

كيف أنقي قلبي من حب الدنيا ومن الشوائب كلها؟ خصوصا بعد ظلم وقع علي، أخشى أن يمتلأ قلبي بالغل، وأخشى أن أكون ظلمت أحدا من دون قصد، فماذا أفعل حتى يغفر لي الله ذنوبي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هالة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يحرص الإسلام على تطهر الشخص من الأدران المعنوية والحسية، والنظافة المعنوية تشمل تطهير القلب من أمراض القلوب كالحسد والغل والحقد وحب الدنيا، وسؤالكم هذا يدل على رجاجة عقل وحرص على الدين، فالإنسان يوم القيامة لا ينجو إلا بالقلب السليم كما قال تعالى: ( إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)، وكما قال نبينا صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم).

ومن الأشياء المُعينة على تطهير القلب من أمراضه كالحسد والغل:
الإيمان بقدر الله، وأن لكل عبد رزق وأجل، وفقا لقول نبينا صلى الله عليه وسلم: (إن أحدكم يُجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفةً، ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مضغةً مثل ذلك، ثم يُرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويُؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أم سعيد) وإيمانا بذلك الحديث فإن الغل والحقد لا يضر إلا الحاسد نفسه بكسب الذنوب وفقط.

فإلإيمان بالله والثقة في حكمته سبحانه والرضا بقسمته في توزيع الأرزاق تورث القلب الرضا بما قدره الله تعالى له، والرزق الذي كُتب له، فلا يسعى في حقد ولا حسد، ويتطهر قلبه من تلك الأمراض. حينما يتطهر القلب ستسهل تطبيق الآية على النفس (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض).

وأخيرا: فإن القلب يحتاج إلى تذكير دائم، ووعظ مستمر؛ حتى لا يفتر، ولذلك تحتاج إلى القراءة المستمرة في كتب الرقائق والإيمانيات، أو سماع دروس إيمانية لا سيما ما يكون عن الرضا والقضاء والقدر.

نسأل الله أن يحفظ قلبك وقلوبنا جميعا من حب الدنيا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً