الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من حركات غريبة في وجهي ونفور من الخطاب.. ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من شيء غريب، وهو حركة وجهي غير الطبيعية، وأنفي ينتفخ، وفمي ينسحب إلى الأمام، وعيناي تغلقان بشدة، وأيضا حركة في رجلي ونبض، وحرارة في مناطق متفرعة من جسمي عند سماع القرآن أو الرقية الشرعية، كما لدي نفور من الخطاب مع أني ملتزمة والحمد لله، ماذا عساي أن أفعل؟ وهذا الشيء مستمر عندي رغم التزامي بالقرآن والرقية الشرعية، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، تعبت جدًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك أختنا الكريمة في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت به، فإننا نجيبك من خلال ما يلي:

أولاُ: ثقي أختنا الكريمة أن أضعف خلق الله هو الجن بالنسبة للمؤمن، وأن الناس تضخم من شأنهم أكثر من اللازم، البعض أختنا يبالغ في تصوير قدرات الجن على غير ما هي عليه، ويتوهم أنه يستطيع فعل ما يريد أو إيذاء من يريد، وأنه قادر على تغيير ما يشاء، وكل هذا وهم أيتها الكريمة، واستمعي معنا إلى قول الشيطان في خطبته لأهل النار، قال تعالى: {وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمونِ من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم }(إبراهيم:22)، وانتبهي لقوله: (وما كان لي عليكم من سلطان)، واستحضري قول الله تعالى: (إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا) ساعتها تدركين أن التضخيم في غير محله، وأن العبد المتصل بالله المتحصن بالذكر لا يقدر الشيطان ولا أعوانه جميعًا إلحاق أدنى ضرر له.

ثانيُا: ما يحدث معك بعضه قد يكون من الحسد، أو العين، أو الجن، وهذا أمر هين، لكن الأخطر منه هو التأثير النفسي، والتوهم بالمرض لا يصرف بكثرة القراءة بل يصرف بالاقتناع واستجلاب الأمان للنفس، وعدم تضخيمها للأحداث، وثقي أن أي إنسان طبيعي لو توهم لفترة ما تحرك فمه بصورة غير طبيعية بمجرد الاقتناع يبدأ الفم بالتغيير، وهناك أكثر من دراسة علمية لتأثر الأعضاء بالقناعات الفكرية، وعليه فنحن نوصيك بما يلي:

1- الاقتناع التام بأن هذه الأمور يسيرة، وأنك أقرب إلى العافية منك إلى المرض، وكلما وجدت تقدمًا ولو جزئيًا ضخمي من شأنه، وتعاملي مع أي تغيير بتهاون وبلا تضخيم.

2- قراءة سورة البقرة كل ليلة في البيت، مع المحافظة عليها حتى بعد العافية، ويمكنك الاستماع إن لم تقدري على القراءة.

3- لزوم الرقية الشرعية كل فترة وستجدينها على موقعنا كاملة بإذن الله.

4- المحافظة على أذكار الصباح والمساء والنوم.

5- لا تخلدي للنوم إلا وأنت مرهقة، ولا تنامي إلا على الوضوء، وقد ذكرت أذكارك، وقرأت آية الكرسي قبل النوم، ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام)، وذكر الحديث، وقال في آخره: " إذا أويت إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي، فإنه لن يزال معك من الله تعالى حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " صدقك وهو كذوب. ذاك الشيطان" وهذا يعني أختنا أنك في حراسة ملك من ملائكة الله تعالى، فأي خوف بعد ذلك عليك.

6- تغيير أماكن النوم أمر جيد، بمعنى تغيير غرفتك إن أمكن، أو تغيير أماكن الغرفة إن تيسر.

وأخيرًا: تعاملي بهدوء، ودون انزعاج، وثقي أن الله سيعينك ويتولاك، المهم الصبر مع المداومة على أذكارك، وحث كل من في البيت على ذلك، ودعي عنك أي توهم بقدرات خارقة للغير، فمن كان مع الله من عليه؟ّ

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، والله المستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً