الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القبول بالزواج من رجل مسلم رغم تعثر طلاقه من امرأته الكافرة

السؤال

ارتبطت بشخص مسلم ولكنه كان متزوجاً من أجنبية، وكان في طريقه لعمل إجراءات الطلاق وذلك قبل أن يتعرف علي؛ لأنها تسير به إلى طريق الدمار.

هو يريد إنسانة تساعده على دينه، وبعد اتفاقهم على الطلاق بدون مشاكل، وتحددت الجلسة لذلك وقبل الجلسة ببضعة أيام، قالت له إنها غير موافقة على الطلاق، فماذا نفعل أنا وهو؟!

علماً بأن أهله قد تقدموا للتعرف على أهلي، وأن أسرتينا محترمتان ومتدينتان!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الابنة الفاضل/ حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يوفقك للخير.

إن الرجل يستطيع أن يجمع بين زوجتين وثلاث وأربع، والعبرة بقدرته على العدل والبذل، ولا تربطي بين زواجك وطلاقها، وانظري إلى دين الرجل وخوفه من الله، وأمانته وقدرته على تحمل المسؤوليات، وشاوري أرحامك، واجتهدي في التعرف على أسرته وتاريخه وحياته، وصلي صلاة الاستخارة، وهي طلب للدلالة على الخير ممن بيده الخير سبحانه.

إذا وجدت في نفسك ميلاً إلى الرجل وارتضيت دينه وخلقه، فإن الأمر سيهون -بحول الله وقوته- وليس من الصواب أن تربطي زواجك منه بطلاق زوجته الأولى؛ لأن ذلك أمر يخصه وحده، وأرجو أن تشجعيه على عدم ظلم تلك الزوجة، رغم أنها ليست مسلمة، فإن أخلاق الإسلام لا تتجزأ.

لست أدري ما هي الظروف التي دفعته للزواج منها، وأرجو أن يتعظ شبابنا بالذين ندموا على الارتباط بالكافرات، وخسر بعضهم أبناءه والبنات، وامتلأت بأخبارهم المحزنة المحاكم والمجلات.

إذا كانت شريعتنا العظيمة قد أباحت نكاح الكتابيات، فإنها أرادت ذلك للمحصنات العفيفات، وهل يمكن أن يوجد أمثال هؤلاء في مجتمعاتنا، حيث يعتقد عندهم أن الفتاة التي تبلغ مبلغ النساء ولا تتخذ لنفسها أصدقاء تعتبر عندهم مريضة تحتاج إلى علاج ودواء، فهي معقدة ومريضة نفسياً.

كيف يطمئن من يجعل أمثال هؤلاء زوجة له يأمنها على فراشه وبيته؟! وإذا كانت الأسرتان محترمتين وشعرت بالموافقة من قبل أهلك، فلا تترددي في القبول به، واطلبي منه أن يصل إلى حل مع زوجته الأولى، ولكن ليس لك مطالبته بطلاقها.

ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً