الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاختيار بين شابين خلوقين ولكن أحدهما فقير والآخر ميسور الحال

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد أن أستشيركم في موضوع زواجي، فأنا فتاة أبلغ من العمر 28 سنة وتقدم لخطبتي شخصان: أحدهما يكبرني بسنتين وآخر يكبرني بتسع سنوات، وكلاهما على خلق، ولكن أحدهما فقير والآخر ميسور الحال، وأنا الآن في حيرة.

الاثنين من عائلة ذات خلق ودين، فهل أوافق على الفقير أم الميسور الحال؟ وهل إذا وافقت على ميسور الحال أكون قد خالفت قول الرسول الله صلى الله عليه وسلم: (من ترضونه دينه وخلقه فزوجوه)، بالله عليكم أفيدوني وأوضحوا لي الطريق علماً بأني أصلي صلاة الاستخارة.

أرجو إفادتي في أقرب وقت ممكن، فإفادتكم متوقفة على رأيي، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نونو حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

هنيئاً لمن يزدحم عند بابها الخطاب، ومرحباً بمن اختارت موقعها وسألت عن الصواب، ونسأل الله أن يقدر لك الخير إنه الوهاب.

لا يخفى على أمثالك أن الحق لم يسبق إذا كان قد خطب، والمسلم لا يخطب على خطبة أخيه حتى يأذن أو يدع، أما إذا كان التوقيت واحداً فعليك أن تقدمي صاحب الدين فإن تساويا في ذلك فقدمي من تميل نفسك إليه، فإن الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

قد قيل للنبي صلى الله عليه وسلم عندنا جارية خطبها رجلان موسر وفقير، ونحن نريد لها الموسر وهي تهوى الفقير فقال زوجوها بمن تحب فإنه لم ير للمتحابين مثل النكاح.

أرجو أن تحرصي في كل الأحوال على حسن الاعتذار لمن يقع عليه الاختيار واحفظي لسانك واشغليه بالاستغفار والصلاة والسلام على رسولنا المختار، وعمري حياتك بالتلاوة والأذكار ولا حرج عليك إذا رددت أحدهما فإن الأمر لله من قبل ومن بعد ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده، مع ضرورة أن تحسنوا الاعتذار وتطيبوا خاطرهم، كما أرجو أن تشاوري محارمك فإنهم أدرى بمصلحتك، والرجال أعرف بالرجال.

هذه وصيتي لك بتقوى الله، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً