الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقليد الأطفال الذكور للإناث في طريقة الكلام واللعب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي أخٌ يبلغ من العمر 9 سنوات عندما يلعب مع أخيه الذي يبلغ من العمر 12 سنه يلعبون بطريقةٍ غريبةٍ بحيث يغيرون نبرة أصواتهم ويتكلمون بطريقة ناعمة وينادون بعضهم بأسماء مؤنثة، كما أن طريقة اللعب بها دلعٌ كبير، بالإضافة إلى أنهما لا يفعلا ذلك مع أخيهما الأكبر منهما والذي يبلغ من العمر 13 سنة، مع العلم بأن أخي الذي يبلغ من العمر 9 سنوات هو أصغر ولدٍ في بيتنا، وهو إلى الآن يمسك ذراع أمه من الأعلى بيده بشكلٍ مؤلمٍ أحياناً ويقبل ذراعها ويتمسح به، فهل من حلٍّ لذلك حيث أننا نعاني منه في البيت؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ SA حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الأطفال يلتقطون كل ما يشاهدونه ويسجلون كل ما يسمعونه، ويتأثرون بالأفعال أكثر من الأقوال، ويميلون إلى التقليد والمحاكاة، فكونوا لهم خير قدوة، واحفظوا أعينهم وآذانهم من سماع الخنا والشر، وجنِّبوهم الرسوم المتحركة وألعاب البلاي ستيشن والقنوات الفاجرة والمواقع العاهرة، وتأكدوا من سلوك الأطفال الذين يشاركونهم في اللعب، كما أرجو أن يكون للآباء والأخوال والأعمام وجودٌ في حياتهم.

وأرجو أن لا يشعر الأطفال بانزعاجكم من تصرفاتهم فإن ذلك قد يدفعهم للعناد، وقد يُوصل في نفوسهم السلوك الخاطئ، وقد تحتاجون إلى بعض التغافل حتى تنتهي المظاهر المخالفة.

وأرجو أن تعلموا أن الطفل يفعل مثل هذه الممارسات للأسباب الآتية:

1- إذا شعر بالإهمال.

2- في حالة مجيء أطفال جدد.

3- في حالة وجود من يهتم بمن يتكلم بتلك الطريقة.

4- إذا كان الوسط الذي يُربى فيه الطفل كله من النساء.

5- الرغبة في إثبات الوجود.

6- شعور الطفل بعدم العدل.

7- كتم حرية الطفل ومنعه من الانطلاق.

8- عدم التوازن في الجرعة العاطفية.

وعلى كلِّ حالٍ إذا عرف السبب بطل العجب وسهل إصلاح الخلل والعطب.

ولست أدري هل الطفل الذي عمره 9 سنوات هو آخر العنقود؛ لأنه إذا كان الأصغر فلعله يحتاج لمزيدٍ من العناية، ولا بأس من منعه من التعامل مع ذراع والديه بتلك الطريقة ولكن الأفضل هو التدرج في نهيه وتصوبيه.

وهذه وصيتي لكم بتقوى الله، واعلموا أن أولادنا يصلحون بطاعتنا لله، ويحفظون ويرزقون بصلاتنا ودعائنا وإخلاصنا، وما صلحت البيوت بمثل طاعتنا لصاحب العظمة والجبروت، وقد قال سعيد بن المسيب لولده: (إني لأذكرك في صلاتي فأزيد فيها من أجل أن يصلحك الله).

وعليكم بكثرة الدعاء لهم وإظهار الأدب أثناء وجودهم، مع ضرورة تشجيع السلوك الجيد والتصرفات الحسنة، ورددوا بلسان أهل الإيمان: (( رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ ))[الفرقان:74].

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات