الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كلما أردت التقرب إلى الله بالعلم ابتعدت/ سبب لوم النفس

السؤال

بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فإني كلما أردت التقرب إلى الله بالعلم ابتعدت، فهل يكون ذلك من المعاصي (كالسيجارة وزنا العينين) وقّلة الجماعة؟ وما هو سبب كثرة اللوم على نفسي؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdul حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإننا نطالبك بأن تلحق بالعلم العمل؛ لأن العلم بلا عمل كشجرة بلا ثمر، فاتق الله في نفسك والزم طريق العلم، ولا تستجب لتخذيل عدونا الشيطان، وكن عالماً ومتعلماً أو محباً للعلم حريصاً على حضور مجالسه، ولا تكن الرابع فتهلك.

ومرحباً بك في موقعك بين آبائك وإخوانك، ونسأل الله أن يصلح حالنا وحالك، وكم أنا سعيد بهذا السؤال وفرح بهذه النفس التي تلومك على التقصير، ونسأل الله أن يجمعنا مع رسولنا النذير البشير، ولا شك أن الشعور بالخطر والخطأ يعتبر أول وأهم خطوات التصويب والنجاح فسر على طريق العلم، واعلم أن طلب العلم عبادة وأن مذاكرة العلم تسبيح، وأن بذل العلم صدقه والبحث عن العلم جهاد.

ومن أراد الدنيا فعليه بالعلم، ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم، ومن أراد الدنيا والآخرة فعليه بالعلم، والعلم فيه الدواء للأمراض وعن طريقة بعد توفيق الله يتوصل إلى الشفاء، وأرجو أن تنتبه لما يلي:

1- أكثر من اللجوء إلى الله.

2- اجتهد في تصحيح النية والإخلاص لرب البرية واعلم بأن الإنسان يعطي على قدر نيته.

3- عليك برفقة من تذكرك بالله ورؤيته، واعلم أن الأمر كما قيل: (أخاك أخاك من نصحك في دينك وبصرك بعيوبك وهداك إلى مراشدك، وإن عدوك عدوك من غرك ومناك).

4- اعلم أن للمعاصي شؤمها وأنها تنسي العلم قال ابن مسعود: كنا نحدث أن الخطيئة تنسي العلم، وقد أحسن من قال:

شكوت إلى وكيع سوء حفظي **** فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال اعلم بأن العلم نور **** ونور الله لا يهدى لعاصي

5- تذكر أن شرب الدخان يضر الدين والنفس والعلم ويؤثر على النسل ويتلف المال ويجلب الهلكة ويلحق الضرر بكل من حولك، وهو بذلك من المحرمات لقوله تعالى: (( وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ))[النساء:29]، ولقوله تعالى: (( وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ))[البقرة:195] وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كل مفتر ومخدر، ولقوله تعالى في الخمر وما شابهها: (( فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ))[المائدة:90]، ولقوله تعالى في وصف نبيه صلى الله عليه وسلم (( يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ))[الأعراف:157] وأهل الدخان مجمعون على أن السجائر من الخبائث، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا ضرر ولا ضرار).
6- لا يخفى عليك أن النظر سهم مسموم وأن من طالت نظراته دامت حسراته وكثرت آهاته، وأن النظرة تتلف قلب صاحبها وهي خمر وسكرها العشق وشارب الخمر يفيق لكن سكران الهوى والعشق لا يفيق إلا وهو في عسكر الموتى.

وقد علمت أن المعاصي تبعد من الخيرات وتحرم صاحبها من التوفيق والعياذ بالله، فعجل بالتوبة، واعلم أن الله سبحانه يمهل ولا يهمل، ولا تبتعد عن مجالس العلم فإن فيها الدواء واطلب نصح ومساعدة ودعاء الفضلاء والعقلاء.

ونسأل الله لك السداد والثبات.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً