الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التكاسل عن حضور خطبة الجمعة

السؤال

ما حكم من ترك الاستماع إلى خطبة الجمعة أو تكاسل عنها هل تصح صلاته إذا صلى مع الجماعة بعد الخطبة، متى يستحب للمرء أن يأتي إلى صلاة الجمعة قبل نصف ساعة مثلا أم ساعة؟

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

المتكاسل عن حضور خطبة الجمعة آثم عند كثير من أهل العلم، وصلاته صحيحة، وقد فاته خير كثير، وكان الأجدر به المبادرة بالسعي إليها، فكلما حضر إليها مبكراً كان ذلك أعظم لأجره.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن تعمد عدم حضور خطبتي الجمعة فهو آثم بناء على ما صححه بعض أهل العلم من وجوب حضور هاتين الخطبتين، فقد قال الإمام القرطبي مفسراً قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ} قوله تعالى: إلى ذكر الله أي الصلاة. وقيل: الخطبة والمواعظ، قاله سعيد بن جبير. ابن العربي: والصحيح أنه واجب في الجميع، وأوله الخطبة، وبه قال علماؤنا، إلا عبد الملك بن الماجشون فإنه رآها سنة. والدليل على وجوبها أنها تحرم البيع ولولا وجوبها ما حرمته، لأن المستحب لا يحرم المباح. انتهى. لكن الصلاة في هذه الحالة مجزئة، وإن كان الشخص المذكور قد فاته خير كثير، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 102224.

ومن المستحب المبادرة بالسعي إلى الجمعة فكلما حضر الإنسان إليها مبكراً كان ذلك أعظم لأجره، ففي شرح صحيح مسلم للإمام النووي: ومذهب الشافعي وجماهير أصحابه وابن حبيب المالكي وجماهير العلماء استحباب التبكير إليها أول النهار، والساعات عندهم من أول النهار، والرواح يكون أول النهار وآخره. انتهى. وراجع للمزيد في ذلك الفتوى رقم: 28950.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني