الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرقى الشرعية هي الكافية والشافية لا الكهانة والشعوذة

السؤال

أنا من أسرة محافظة جداً ونعرف الله كثيرا وعلمونا كيف نحافظ على الصلاة والصيام والزكاة ونحب ديننا الإسلامي ولكن الذي حصل أنه نحن نعرف امرأة وهي صديقة أمي وهي تأتي إلى البيت وباستمرار صباحا ومساء بحجة أنها معها حاجات تأتي بها من الهند لكي نبيع لها لنساء الحارة، وهذه الأشياء اكسسوارت مطلية بالذهب وأشياء أخرى وبصراحة نحن كنا نتعاون معها ونقوم بالشراء منها والباقي نعرضه للجيران لكي يشتروا منها وهي تأتي الصباح عندنا وتفطر معنا وتجلس والبيت دائما تتمنى أن يكون بيتها مثل بيتنا وحتى تمنت أن تكون زوجة أخي مثل زوجة ابنها ودائما تركز على زوجة أخي بجميع حركاتها لغاية أن أمي شكت منها وتقول لزوجة أخي حين ترينها تأتي اذهبي من أمام عينها ومرة جاءت لنا بحلوى تقول إنها من الهند ونحن لم نأكل منها فقط أخي وزوجته اللذين أكلوها وبعدها بشهر تقريبا تغيرت معاملة امرأة أخي لنا ولأمي بعد ما كانت تطيع وأمي وتحبها أصبحت ترد على أمي بألفاظ مشينة ولا تريد أحدا أن يأخذ ابنها منها وأصبح أخي يثور لأتفه الأسباب وأدى ذلك إلى خروجه من البيت وهو وزوجته لأسباب تافهة جدا ونحن مذهولون بما حصل ولا نعلم كيف خرج وأمام أعيننا لم نستطع أن نمنعه وكأننا ممغنطين وحين جاءت تلك المرأة للبيت لتطمئن على حاجاتها قلنا لها الذي حصل بنا ومن قبل كانت توجد مشاكل بين ابنها وزوجته وهي لما سمعت استغربت لما سمعت الذي حصل بنا، وكانت كل يوم تسأل هل عادوا للبيت إلى يومنا هذا، لم يعد أخي وزوجته المهم أنه أمي وأختي الكبرى قرروا أن يذهبوا للعرافة والذين يعرفون قراءة الطالع كي يتأكدوا من الذي سحرنا وهل هذا عمل مدبر من هذه السيدة، وأنا الوحيدة المعارضة لهذا الكلام وأقول لهم ارموا حبالكم لله الواحد القهار واتكلوا على الله وتمسكوا به وكل واحد سوف يأخذ جزاءه إذا كانت هي عملت لنا حاجة لتفرق بيننا وبين أخينا أمرها لله وتريد تقلب حياتنا من سعادة لشقاء والله سوف بينتقم منها إذا هي أو غيرها ولكن أهلي لم يسمعوا لي وقرروا الذهاب للمشعوذين، فهل أنا مشتركة معهم بالذنب وهم والله يعرفون أنه حرام لكن هم غاضبون من ابنهم الذي خرج ومن السيدة التي أدخلوها البيت واليوم سببت لهم كل هذا .
أرجو منكم الإجابة على سؤالي وشكرا لكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز الذهاب إلى السحرة والمشعوذين والعرافين، وقد وردت أحاديث تنهى عن ذلك منها قوله صلى الله عليه وسلم : من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد. رواه أحمد وأصحاب السنن عن أبي هريرة.

وفي صحيح مسلم عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم: من أتى عرافا وسأله عن شيء لم يقبل له صلاة أربعين ليلة.

ولكن اتهامكم لتلك المرأة يمكن ألا يكون صحيحا، وقد بينا في فتوانا رقم: 49555 حرمة اتهام أحد بعمل السحر إلا ببينة فراجعيها.

فينبغي لكم حيال ذلك الذهاب إلى من يقرأ القرآن ويرقي بالرقى الشرعية وهم متوافرون، فإن النبي صلى الله عليه وسلم رخص في الرقية بالقرآن الكريم؛ كما في حديث أبي سعيد وابن عباس في الصحيحين و لحديث مسلم: لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا.

وقد فصلنا القول في هذا في فتوانا رقم:4310، والفتوى رقم: 502 .

فيمكن لكم الرقية الشرعية بأنفسكم، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 2244 بتفصيل فراجعيها.

وقد يكون ما قد أصابكم هو عين من هذه المرأة وإن لم تكن تريد ذلك، والعلاج في هذه الحالة هو اغتسال هذه المرأة كما بينا في الفتوى رقم: 12505، فراجعيها.

وأما هل أنت مشتركة في الذنب فالجواب إنك إن لم تعاوني كما قلت بل نصحت بعدم الذهاب إلى أولئك فلا إثم عليك بل أنت مأجورة لأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر، ونسأل الله أن يشفيك وأن يهدي أهلك .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني