الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التخلف عن الجماعة للخوف

السؤال

أنا عراقي من بغداد هجرنا بسبب الميليشيات من منطقة نصفها سنة ونصفها شيعة والآن أسكن في منطقة سنية تقام فيها الصلاة لكن الأجور اليومية فيها قليلة ونسكن انا وإخوتي في بيت صغير لا أخفي عليكم فإنها تسد مصروفي اليومي لكنني في الوقت نفسه مطلوب بأموال كبيرة لا استطيع أن أسددها من هذه الأجور في وقت قصير والآن بدأت الأمور الأمنية في منطقتنا المهجر منها تستقر نوعا ما لكن لا يرفع فيها الأذان سوى مسجد واحد بعيد المسافة عن بيتنا وبدأ القليل من السنة الرجوع إليها سؤالي هو هل يحق لي الرجوع إليها لان الأجور اليومية فيها عالية والأوضاع بدأت تستقر فيها لكن المساجد فيها مغلقة سوى هذا المسجد المفتوح منذ فترة قصيرة بعد الهدوء النسبي علما أن هذا المسجد محاط ببيوت أهل السنة فقط وأطلب منكم يامشايخنا الافاضل أن ترفعوا أيديكم الى الله تعالى أن يكشف عنا ما نحن فيه فو الله أكتب إليكم والعيون تدمع حيث ذهب عنا الأمن والأمان والنعم بسرطان الاحتلال الأمريكي وعانينا الأمرين. وبارك الله فيكم وحفظكم أنتم وبلاد المسلمين كافة وأبعد عنكم ما نحن فيه.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا حرج عليك أخي السائل في الرجوع إلى مسكنك، ولو أدى ذلك إلى التخلف عن صلاة الجماعة لبعد المسجد أو لقلة الأمن، ولا نعلم دليلا من الكتاب أو السنة يوجب على المرء الانتقال عن مسكنه أو البقاء بعيدا عنه لكي يؤدي الصلاة في المسجد، فلست مطالبا شرعا بالبعد عن مسكنك أو الانتقال عنه أو البقاء بعيدا عنه لتؤدي الصلاة في المسجد، وإنما تطالب بأداء الصلاة في لمسجد إذا كنت تسمع النداء من مسكنك وأمكنك الذهاب للمسجد بأمان.

ونسال الله تعالى أن يفرج عنكم ما أنتم فيه من الغم والكرب، وأن يبدل خوفكم أمنا وينصركم على عدوه وعدوكم، وأن يجعل ما أصابكم كفارة لسيئاتكم، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : أمتي هذه أمة مرحومة ليس عليها عذاب في الآخرة عذابها في الدنيا الفتن والزلازل والقتل .... رواه أبو داوود وصححه الألباني.

وانظر الفتوى رقم 60743 في بيان الأعذار التي يعذر بها في التخلف عن الجماعة

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني