الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الموت في الحمام .. هل هو دليل على سوء الخاتمة؟

السؤال

والدي رجل مصاب بمرض باركنسون في السنة الأخيرة أصبح يتهيأ له شخصيات خيالية تزعجه وأحيانا كان يتكلم معها، ولكن ما عدا ذلك كان مدركا لكل شيء، وكان عقله سليما، وكان يعرف كل الأشخاص ويتذكر كل الأحداث ويعرف أسماء أحفاده أي بشكل عام كان سليما عقليا توفي رحمه الله منذ عدة أيام وكان يصلي الصلوات في وقتها، وقد حج إلى بيت الله منذ عدة أعوام.
السؤال: لقد توفي رحمه الله من عدة أيام ولكن ما حيرنا وجعلني أكاد أجن أن روحه رحمه الله قد قبضت في المرحاض مع أنه لم يدخل هذا المرحاض منذ 20 عاما حيث كان يستعمل مرحاضا إفرنجيا موجودا في الحمام, فقد وجدناه ملقى على أرض المرحاض وهو متوفى ولم نعرف ذلك إلا بعد حوالي ساعة من وفاته، مع العلم أننا حين أخرجناه بعد عثورنا عليه كان قلبه قد نبض لعدة ثواني ثم توقف كليا وأعلن الطبيب وفاته فهل من دلالة على هذا الأمر؟
أفيدوني أفادكم الله مع العلم أن لأبي إخوة من غير والدتي وقد قاطعوا والدهم منذ عدة سنين فقد اتبعوا أخاهم الكبير الغني الحاقد على أبيه حيث أنكر فضل أبيه في تربيته وصرف الأموال عليه وأعطاه الله تعالى المال، وحين كبر أبوه قاطعه وألب إخوته الباقين ضد أبيه فمنهم المهندس ومنهم التاجر وقد توفي رحمه الله وهو غير راض عنهم، وكان يملك دكانا فقام منذ سنتين بنقل ملكيته لي ولأخوي حارما إخوتي من غير أمي منه، هل هذا سبب في مكان موته، مع العلم أن هناك أملاكا أخرى كأراض وبيوت ما زالت بملكيته وسوف يرثون منها؟ أفيدوني أفادكم الله ولكم كل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يحسن عزاءكم، ويرحم أباكم، ويغفرله ولجميع موتى المسلمين، والواجب عليكم أن تحسنوا الظن بالله تعالى وبأبيكم، وخاصة أنه كان يؤدي الصلوات، وقد حج بيت الله الحرام، وقد أصابه من الأمراض مانرجو أن يكون كفارة لذنوبه ؛ ففي الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه.

ولم نقف على نص يفيد أن الموت في الحمام يدل على أنه عقوبة أو سوء خاتمة أو غير ذلك، بل هو قدر قدره الله وليست له دلالة، وأما ما ذكرته عن إخوان أبيك فلعك تقصد به أبناءه (إخوانك من الأب) وما فعله هؤلاء من مقاطعة أبيهم لايجوز وهم آثمون بذلك، وعليهم أن يبادروا بالتوبة منه إلى الله تعالى ، ولكن ذلك لا يجوز أن يكون مبررا لحرمانهم من تركته أو نقص لنصيبهم منها، وعليكم أن تقسموا تركة أبيكم كلها على جميع ورثته بما في ذلك الدكان الذي خص به بعض الأبناء دون بعض.

وللمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتويين التاليتين: 77286 ، 93877. وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني