الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم عمل المرأة خادمة لدى أسرة كافرة

السؤال

لقد أرسلت لكم فتوي رقمها 2213731, عن عملي كمنظفة أو خادمة... ولقد أجبتم بعدم جواز ذلك لما فيه من إذلال للمسلم، لقد أصبحت حائرة الآن بعد تلقي جوابكم، فأنا طالبة جامعية ويجب أن أشتغل لكي أتمكن من الدراسة, علما بأنه لا أبي ولا أحد يصرف علي، ولقد مكثت عدة أشهر أبحث عن شغل ولكني لم أجد, فلم يبق أمامي سوى الشغل كخادمة, أي أنظف عند غير مسلمين، فما العمل الآن بعدما أفتيتم بحرمته وأصبح الأمر معقدا وصعبا بالنسبة لي، وأنا التي أجتهد ليكون كسبي ومالي وشغلي حلالا!!! أعرف أن من يتوكل على الله يرزقه من حيث لا يحتسب, ولكن الوضع صعب في الحصول على شغل في أوروبا, وأنا كما قلت مضطرة لأصرف على نفسي بنفسي, وذلك منذ خمس سنوات, لأن أبي لا يقدر أن يصرف علي، وفي الماضي اشتغلت بمطعم, وكما تعلمون يقدمون فيه الكحول، وبعدها انقطعت عن العمل هناك لأني علمت أنه حرام، والآن لا يوجد حل إلا العمل كخادمة, على الأقل أفضل من العمل بمطعم، أريد أن أعرف هل هذا العمل ( كخادمة) حرام أم ترون أنه مهين فقط، فهل أواصل العمل كخادمة أم ماذا أفعل?

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يجزيك خيراً على تحري الحلال وحرصك على السؤال عما يشكل عليك من أمر دينك، وأما عمل المسلم أجيراً في الخدمة الشخصية لكافر فنرى عدم جوازه، وقد بينا هذا ببعض الفتاوى التي أحلناك عليها سابقاً، وإنك إن تدبرت الأمر علمت خطورته خاصة وأنك امرأة فقد تتعرضين لشيء من الأذى ، وخاصة أنك تقيمين في دولة كافرة، وفي ذلك من أسباب الفتنة ما لا يخفى.

فنوصيك بالاجتهاد في البحث عن عمل آخر حلالٍ أو أن يقوم والدك بالإنفاق عليك لأنك في كفالته، أو أن تبحثي عن رجل صالح تتزوجين منه بإذن وليك فيعينك في أمر دراستك، ونوصيك بالسعي في الرجوع إلى بلدك المسلم والدراسة فيه إن أمكن ذلك، وإذا لم يتيسر لك شيء من ذلك وكنت في حاجة ملحة إلى العمل للإنفاق على نفسك ولم تجدي غير هذا العمل وأمنت فيه على نفسك ودينك، فنرجو أن لا يكون عليك حرج في الالتحاق به للحاجة، فإذا وجدت من يكفيك أو وجدت عملاً غيره وجب عليك ترك هذا العمل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني