الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل في شركة تبيع التماثيل لعرض الملابس عليها

السؤال

أعمل في شركة تستورد المانيكانات أو التماثيل المجسمة وذلك بغرض بيعها للمعارض والمحلات وسمعت أن التجارة في هذه التماثيل حرام وأن من يساعد أو يعمل مع من يتاجر فيها عمله حرام علما بأن عملي محاسب داخل هذه الشركة فأرجو إفادتي في هذا الأمر، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فصنع التماثيل واستعمالها وبيعها محرم، واتخاذ التماثيل لعرض الملابس عليها محرم أيضاً، وقد دل على ذلك ما رواه البخاري ومسلم عن جابر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح يقول: إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ حَرَّمَ بَيْعَ الْخَمْرِ وَالْمَيْتَةِ وَالْخِنْزِيرِ وَالْأَصْنَامِ.

و روى مسلم عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون.

وروى مسلم أيضاً عن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا تدع تمثالاً إلا طمسته، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته.

ويستثنى من ذلك أن تكون التماثيل مقطوعة الرأس؛ لما رواه البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الصورة الرأس فإذا قطع الرأس فليس بصورة.

وعليه، فلا يجوز لك الاستمرار في العمل في هذه الشركة التي تبيع التماثيل، لما في ذلك من المعاونة لهم على عملهم المحرم، وقد قال تعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائد: 2}.

ولمزيد الفائدة يمكنك مراجعة الفتاوى الآتية أرقامها: 14266، 23480، 32625، 33103.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني