الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشاهدة الأفلام الإباحية في رمضان أشد حرمة

السؤال

ما حكم مشاهدة المواقع الإباحية فى رمضان؟ هل الفعل ذلك يبطل الصوم؟ وظهور بعض الإعلانات بالصور الخليعة أثناء التصفح؟أعانكم الله على فعل الخير.والشكر والحمد لله من قبل ومن بعد.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإنه يحرم على المسلم مشاهدة (المواقع الإباحية) في رمضان، وفي غيره، ولكن مشاهدتها في رمضان أشد حرمة، لما في ذلك من انتهاك حرمة الشهر، ومنافاة لمقصود الصوم، وهو تقوى الله سبحانه وتعالى، كما قال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:183].
والواجب على من فعل ذلك التوبة إلى الله توبة نصوحاً، وهي التوبة الصادقة التي تتوفر فيها شروط التوبة: من الإقلاع عن الذنب، والندم على ما فات، والعزم على أن لا يعود إليه.
أما سؤلك عن بطلان الصيام بذلك الفعل من عدمه، فالجواب عنه فيه تفصيل: أولاً: إن كانت المشاهدة أثناء الصوم، وخرج منك (منيّ) فقد فسد صوم هذا اليوم، ويلزمك صوم يوم مكانه.
وإن خرج مذي، ففيه خلاف بين العلماء، والراجح أنه لا يفسد الصوم، والأولى صيام يوم مكانه احتياطاً.
ثانياً: إن لم يخرج شيء من ذلك، فالصوم صحيح، ولا يلزمك القضاء، لكن يخشى من ذهاب أجر الصوم وثوابه.
وأما سؤالك عن حكم ظهور بعض الإعلانات بالصور الخليعة أثناء التصفح، فالجواب عنه أن يقال: قد ثبت بالتجربة أن أهل الخير والصلاح، والحريصين على مرضاة الله سبحانه لا يكثرون من التصفح عبر الإنترنت في المواقع دون ضباط، بل يقتصرون على المواقع النافعة المفيدة للإسلام والمسلمين، وإذا طرأ لهم شيء من هذه الإعلانات، فإنهم لا يدخلون عليها وسرعان ما يغلقونها، وهذا هو الذي ينبغي أن تفعله مع مثل هذه الإعلانات، فإذا لم تستطع التحكم بنفسك، فإننا ننصحك بترك الدخول على الإنترنت أصلاً طلباً للسلامة، ودرءاً للفتنة، والسلامة لا يعادلها شيء.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني