الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وافق على شرطها مواصلة الدراسة ثم تراجع بعد العقد

السؤال

ماذا تقولون في رجل قبل أن يتزوج بزوجته وافق على أن تكمل دراستها؟ مع العلم أنها اشترطت هذا الشرط على أبيها إذا أراد أن تقبل به كزوج، لكن الزوج ما إن عقد العقد حتى صدمها بأنه تراجع عن قراره ولا يريدها أن تدرس لا في المدرسة ولا حتى في بيتها، صدمت الفتاة حتى أنها حاولت الانتحار، ولكنها خافت ربها ولم تفعل وصبرت، لكن مع الوقت لم تستطع التخلص من فكرة حرمانها من الدراسة مبكرا، لأنها تزوجت في سن صغيرة، وهي ترى زميلاتها وأخواتها قد أتممن دراستهن ووصلن إلى طموحاتهن إلا هي، ألم يقل الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام: طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة؟ أم لكوننا نساء نحرم من أبسط الحقوق؟ كل ما أريد أن أعرفه هو لماذا يفعل الرجال بالنساء كل هذا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق أن بينا في الفتوى رقم: 32140، أن الزوجة إذا اشترطت على زوجها إكمال دراستها ونحو ذلك من الشروط؛ فإنه يجب عليه الوفاء بهذا الشرط. فإن لم يفعل فمن حق الزوجة أن ترفع أمرها للقاضي ليفسخ النكاح على الراجح من أقوال أهل العلم.

وعليه فلا يجوز لزوجك أن يخل بشرطه هذا، وليس له أن يمنعك من إتمام الدراسة بشرط الالتزام بالآداب الشرعية من الحجاب وترك الاختلاط المحرم بالرجال ونحو ذلك. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المسلمون على شروطهم .

ويتأكد أمر الشرط إذا كان متعلقا بالنكاح فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج.

وقد ورد عند الأثرم بسنده: أن رجلاً تزوج امرأة، ثم إنه شرط لها دارها، ثم أراد أن ينقلها عن هذه الدار، فخاصموه إلى عمر - رضي الله تعالى عنه- فقال: لها شرطها: مقاطع الحقوق عند الشروط.

أما تعميم الرجال في قولك: لماذا يفعل الرجال بالنساء كل هذا. فهذا قول خرج منك مخرج التأثر بما تعانين من مشكلتك، فليس كل الرجال يعاملون زوجاتهم بهذا، فلا ينبغي أن يحملك ما تتعرضين له من محنة على ترك العدل في تقييم الأمور. فقد قال الله سبحانه: وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ {المائدة : 8}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني