الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضوابط اللباس الساتر للعورة في الصلاة

السؤال

أريد أن أعرف ماذا يعني ستر العورة في الصلاة؟ هل هو سترالعورة حتى لا يراها من حولي؟ إن كنت ألبس قميصا مثلا يغطي كامل بدني ـ حتى مابين الركبة والكعب ـ ولكن ما ألبسه تحت القميص لا يستر العورة، بحيث إذا نظر إلي من أسفل القميص كانت العورة مكشوفة ولكن ما عدا ذلك لا أحد ممن حولي من المصلين يستطيع رؤية العورة أي ما بين السرة و الركبة.هل ستر العورة أثناء الصلاة متحقق بذلك؟ أم أنه يتوجب سترا مطلقا؟ أي لا يكفي أن لا يراها من حولي بل يجب أن لا ترى من أي زاوية حتى بالنظر من الأسفل؟ هذا الأمر يقلقني بسبب الحر الشديد الذي يضطرني أحيانا لتخفيف ما ألبسه تحت القميص للتخفيف من شعوري بالحر أثناء الصلاة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالمقصود بستر العورة تغطيتها بحيث لا ترى بشرتها، قال ابن قدامة في المغني: من كان من الرجال وعليه ما يستر ما بين سرته وركبتيه أجزأه، وجملة ذلك أن ستر العورة عن النظر بما لا يصف البشرة واجب وشرط لصحة الصلاة. انتهى.

وقال أيضا: فإن كان خفيفا يبين لون الجلد من ورائه فيعلم بياضه أو حمرته لم تجز الصلاة فيه، لأن الستر لا يحصل بذلك وإن كان يستر لونها ويصف الخلقة جازت الصلاة، لأن هذا لا يمكن التحرز منه وإن كان الساتر صفيفا.انتهى.

وليس المقصود أن لا ترى من أسفل كما ذكر السائل وإنما المقصود أن لا يراها من بجانبك، وإلا فقد كان السلف يلبسون الأزر ونحوها مما ترى فيه العورة من أسفله.

وننبه إلى أن بعض المصلين من الرجال بحجة التخفف من اللباس في الحر يلبسون تبانا قصيرا شفافا تحت القميص فإذا سجد أو ركع يرى من وراء القميص لون بشرته، فهذا تبطل به الصلاة لما ذكرنا، فينبغي الحذر من ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني