الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من أطلق بصره في المحرمات لن تكفيه أربع زوجات

السؤال

أنا عندي 37 سنة، متزوج ولي أربعة أبناء، وأعيش في مصر. مشكلتي أني شديد التعلق والتفكير بالنساء حيث في مصر حتى المحجبات يرتدين ما يخطف الأبصار من الضيق والألوان، إلى جانب أني أدمنت المواقع الإباحية وأحاول كثيرا الابتعاد عنها وغض البصر، المشكلة أني أطلب من زوجتي أن تتزين لي، وتنوع وتتفنن في الزينة وأيضا تداعبني حتى تشبعني وأستطيع الإقلاع عن الأفعال الحرام ، وأشترى لها أغلى الثياب ولا أبخل عليها وتكلمت معها طوال سنتين إلا أنها تفعل ما أطلبه نادرا، حتى أني مللت من أن أطلب منها شيئا بل لا أستطيع أحيانا أن أنظر لها، وأفكر أني لو تزوجت بأخرى سيكون وسيلة لإشباعي.
أفيدوني جزاكم الله خيرا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن لا يحصل له الإعفاف بزوجة واحدة وخشي الوقوع في الحرام عليه أن يتزوج ثانية وثالثة ورابعة حتى يحصل له الإعفاف، بشرط القدرة على مؤنة الزواج و العدل بين زوجاته.

قال الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع على زاد المستقنع: وعلى هذا فنقول: الاقتصار على الواحدة أسلم، ولكن مع ذلك إذا كان الإنسان يرى من نفسه أن الواحدة لا تكفيه ولا تعفه، فإننا نأمره بأن يتزوج ثانية وثالثة ورابعة، حتى يحصل له الطمأنينة، وغض البصر، وراحة النفس.

فإن كنت تقدر على الزواج فلا تتردد في الزواج بمن تعفّك، فإنّ سلامة الدين لا يعدلها شيء. وعليك أن تبادر بالتوبة إلى الله من الدخول إلى المواقع الإباحية وإطلاق البصر في المحرمات، وانظر في الفتوى رقم: 6617. وعليك أن تداوم نصح زوجتك بحسن التبعّل والتزيّن والتجمّل بما أباحه الله.

وننبهك إلى أن التزام الرجل بحدود الله وغض بصره عن الحرام من أهم أسباب قناعة الزوج بزوجته، كما أن إطلاق البصر في المحرمات، يزهّد الزوج في زوجته ولو كانت أجمل نساء الأرض، ويفتح الأبواب للشيطان ليزين له الافتتان بغيرها والنفور منها، فاحرص على غض البصر وسد أبواب الفتنة، وعاشر زوجتك بالمعروف لعلّ الله يجعل لك فيها خيراً كثيراً. وانظر في الأمور المعينة على غض البصر والتغلب على الشهوة، الفتويين : 23231، 36423.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني