الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تحب أن تشرب من كأس أحد

السؤال

أنا فتاة لا أحب أبدا أن أشرب من كأس أحد أو آكل من طعام قد مسه أحد قبلي، وأتجنب استعمال أدوات قد استعملت من قبل أي شخص آخر. هل يعتبر ذلك إثما ؟ علما بأن ذلك يسري على الكل أقصد حتى أهلي، مع العلم بأني أقول ذلك بشكل لطيف وغير جارح، وبأني يعلم الله لا أفعل ذلك على سبيل التمثيل أو التعالي ولكن نفسي تأبى ذلك.
وهل أأثم إن فعلت ذلك مع أبي وأمي- أقصد لا أشرب من أكوابهم بل أستعمل كوباً خاصاً بي-وأقسم بالله أني أفعل المستحيل لكي أبر أمي وأبي وأنال رضاهم ولكن فى هذا المجال- أدوات الآخرين- لا أستطيع .أرجو الإجابة عن سؤالي لأنه يؤرقني ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. وكان من هديه عليه الصلاة والسلام ترك التكلف، وقد كان يشرب من موضع شرب زوجته وهي حائض. روى مسلم في صحيحه عن عائشة قالت: كنت أشرب وأنا حائض ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيّ فيشرب، وأتعرق العرق وأنا حائض ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيّ. (الْعَرْقَ: الْعَظْم الَّذِي عَلَيْهِ بَقِيَّة مِنْ لَحْمٍ, وَتَعَرَّقْتَ العظم: أَخَذْت عَنْهُ اللَّحْم بِأَسْنَانِك)

فننصح بحمل نفسك على ترك ذلك التكلف، لا سيما إذا تسبب في تغير مشاعر الآخرين ـ وخاصة والديك ـ تجاهك.

وأما بالنسبة للإثم فلا تأثمين بذلك إن شاء الله، ما دام ذلك أمرا جبليا فيك ليس على سبيل التعالي والتكبر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني