الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حديث المذي لا يدل على إباحة العادة السرية

السؤال

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل سأله عن المذي: "يغسل ذكره و يتوضأ" هل معنى ذلك أن العادة السرية مباحة اعتمادا على هذا الحديث الشريف؟ وما حكم من حاول الانقطاع عن العادة السرية ولكنه لم يستطع؟ جازاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلعل السائل يشير إلى الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن المقداد بن الأسود أن علياً رضي الله عنه قال: كنت رجلاً مذاءً، فاستحييت أن أسال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكان ابنته مني، فأمرت المقداد فسأله فقال: "يغسل ذكره ويتوضأ" وهذا الحديث ليس فيه دلالة على إباحة الاستمناء لا من قريب، ولا من بعيد، وحاشا الصحابة أن يفعلوا ذلك، وهم الذين أنعم الله عليهم برضوانه، وغرس في قلوبهم خشيته ومحبته، وكيف والسائل أمير المؤمنين علي رضي الله عنه الموصوف بأنه يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، وهو إضافة إلى ذلك متزوج بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم من خير نساء العالمين.
والذي ورد ذكره في الحديث المذي لا المني، والمذي هو الذي يخرج عند مداعبة الرجل أهله، وقد يخرج لغير ذلك، فإن كان سبب خروجه تعمد النظر الحرام، ففاعل ذلك آثم مخالف لقوله تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [النور:30].
أما حكم الاستمناء وكيفية التخلص منه، فسبق في الفتوى رقم: 7170.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني