الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عمل المرأة وهل يشرع إذا أجبرت على فتح حساب في بنك ربوي

السؤال

لقد قرأت في العديد من الفتاوى عدم جواز التعامل مع البنوك الربوية حتى ولو كان ذلك من دون فوائد لأن ذلك يعين البنك في تعاملاته إلا إن كانت هناك ضرورة، ولذلك أردت أن أستفسر إن كانت تنطبق علي تلك الضرورة أم لا؟ فأنا فتاة في الثالثة والعشرين من عمري وأسكن مع أمي وإخوتي في بلاد غربية حيث لا تتواجد البنوك الإسلامية، وأبي يعمل في دولة عربية وهو الذي يصرف علينا من حيث المشرب والمأكل، ولكني ما زلت أجد في نفسي حاجة إلى العمل حيث إني لم أبال بالبحث عن العمل لأن الرواتب هنا عادة ما تحول إلى الحساب الشخصي في البنك وأنا أخشى من الوقوع في الإثم، ولكني في نفس الوقت أشعر بأن الأمر بدأ يؤثر علي نفسياً حيث أرى معظم البنات في نفس عمري يعملن ولا أدري ما العمل، فأنا لدي القدرة للذهاب إلي دولة عربية للعمل ولكني سأسكن مع أبي هناك وفي خلال الأسبوع سأقضي ثلاثة أيام لوحدي في البيت بحكم عمل أبي الذي يبعد عن مكان سكنه. فأرجو أن تنصحوني بالحل الأنسب في هذه الحالة؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كانت جهة العمل تجبر الموظف على فتح حساب ببنك ربوي فلا حرج عليه في ذلك، وليبادر إلى سحب أمواله ولا يترك شيئا من المال في هذا الحساب ولو كان يسيراً لما في ذلك من الإعانة للبنك الربوي، وإذا حصلت فوائد ربوية فيجب التخلص منها بإنفاقها في مصالح المسلمين أو التصدق بها على الفقراء والمساكين. وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 117280.

وإذا كنت محتاجة للعمل فيجوز لك العمل ولو مع نزول مرتبك في بنك ربوي، لكن يجب أن تتحقق الضوابط الشرعية لعمل المرأة، وانظري بيانها في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 522، 3859، 5181، 8972.

واعلمي أن الإقامة في ديار الكفر غير جائزة إلا لضرورة أو حاجة ملحة بشرط أن يتمكن من أقام في هذه البلاد من القيام بأمور دينه وشعائره، فالإقامة ببلاد الكفار من الأسباب الموجبة لفساد الدين وضياع الخلق، وراجعي التفصيل في ذلك في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 2007، 7930، 114297.

وعلى العموم إن أمكنك الذهاب إلى والدك والحصول على عمل تتحقق فيه الضوابط الشرعية فهذا أولى إذا تحققت فيه المصلحة الشرعية وكان فيه حفاظ على الدين، ويمكنك التغلب على الوحدة بمصاحبة رفيقات صالحات والتعاون معهن على طاعة الله، والذي ننصحك به على كل حال أن تشغلي أوقاتك فيما ينفعك من طاعة الله وحفظ القرآن وسماع دروس العلم، ونذكرك بما رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني