السؤال
كثيراً ما شهدت برامج تناقش الشذوذ الجنسي، والكل اتفق على أن الناس جميعاً أسوياء، وهذا الشيء مكتسب باختيار الإنسان، ولكن هذا الكلام أراه غير صحيح، حيث إن جميع الذين يحكمون في الموضوع لم تصبهم الحالة، فكيف يكون حكما دقيقاً إن لم يعيشوها؟.
أنا أرى أنها موجودة خارجة عن إرادة الإنسان، وبأنها ابتلاء من رب العالمين كي يرى صبر الإنسان بجهاد النفس، فما رأيكم في ذلك وخصوصاً بالذي يستشهد بقول الله: لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم في هذا الموضوع؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالصحيح أن الله سبحانه قد خلق الخلق كلهم أسوياء على الفطرة، والقول بأن الشذوذ الجنسي طبيعة في خلقة بعض الناس لأمر خارج عن إرادتهم هو قول خاطئ، وقد ذكرنا الأدلة على ذلك في الفتويين رقم: 7413 ورقم: 6872 .
وأما قوله تعالى: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ{التين:4}.
فمعناه عند عامة المفسرين: اعتداله واستواء شبابه. تفسير القرطبي.
وقال ابن جزي: فيه قولان: أحدهما: أن أحسن التقويم: هو حسن الصورة وكمال العقل والشباب والقوة.
والآخر: أن حسن التقويم: الفطرة على الإيمان.هـ مع حذف ـ التسهيل لعلوم التنزيل.
وقال فضيلة الشيخ ابن عثيمين في تفسيره: في أحسن تقويم. في أحسن هيئة وخِلقة. وفي أحسن تقويم. فطرة وقصداً.
وعلى ذلك، فيمكن أن يستدل بعموم الآية على أن الله خلق البشر خالين من هذا الشذوذ، لأن سلامة الفطرة تشمل السلامة من الشذوذ.
والله أعلم.