الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تغسيل الأم للغلامين بدون ملابس

السؤال

أرجوا بيان الخطإ الشرعي والتربوي في العمل الآتي: قامت إحدى الأمهات بغسل ابنها ـ البالغ 11 سنة ـ مع ابن أختها ـ البالغ 10 سنوات ـ في حوض واحد داخل الحمام مجردين من الملابس.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ذكر الباجي في شرح الموطإ: أنه لا يجوز أن يتجرد الغلامان ـ وإن كانا أخوين ـ إذا بلغا عشراً، ولا يتجردا مع أبيهما ولا مع أمهما. انتهى.

وقد نص الفقهاء على منع تغسيل المرأة الصبي الميت إذا بلغ عشر سنين ـ ولو كان محرماً ـ بدون ستر العورة، كما قال الدسوقي والبهوتي.

وبناء عليه، يعلم عدم جواز تجريد الأم لهذين الولدين وتغسيلها إياهما، وكان الواجب أن يربى الأولاد على عدم كشف العورات وعدم تمكين أحد من النظر إلى عوراتهم أو مسها، فقد أمر الشارع بالتفريق بينهم في المضاجع عند بلوغ العشر، كما في الحديث: مروا أبناءكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع. رواه أبو داود وأحمد، وحسنه الألباني.

فإذا أوجب التفريق في المضاجع في النوم فمن باب أحرى أن يمنع التجرد والمس للعورات، فقد ذكر ابن عابدين الحنفي: أنه إذا بلغ الصبي عشراً لا ينام مع أمه وأخته، وهذا خوفاً من الوقوع في المحذور، فإن الولد إذا بلغ عشراً عقل الجماع، ولا ديانة له ترده. انتهى.

فإذا منعه بعض الفقهاء من النوم معها فمن باب أولى أن يمنع من كشف عورته بين يديها، ومما تقدم يعلم أن المرأة المذكورة أخطأت عدة أخطاء شرعية وهي ـ في نفس الوقت ـ أخطاء تربوية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني