الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مرض أبوه فأوصى له بمال فلما شفي طالبه به

السؤال

أرجو الجواب سريعا على سؤالي: وهو أن أبا غير مسلم مرض بالسرطان واعتقد أنه سيموت فأعطى ابنه المسلم مبلغ خمسين ألف يورو وقال له عندما أموت ادفنني بمبلغ عشرة آلاف يورو والباقي لك على أن ترسل لزوجتك مبلغا لشراء منزل في بلدي، وتم الاتفاق على ذلك وأرسل لي زوجي مبلغ اثنين وعشرين ألف يورو واحتفظ بباقي المبلغ ـ وأنفقه ـ فاشتريت أرضا بمبلغ عشرة آلاف باسمي وبقي عندي مبلغ اثني عشر ألفا في حسابي الخاص من أجل بناء منزل، وشاءت الأقدر أن تماثل الأب للشفاء وأعاد إليه الابن فلوس الدفن ولم يقل شيئا، لكن عندما سمع أن مبلغ اثني عشر ألفا بقي في حسابي ندم على الاتفاق وأراد استرجاع المبلغ بحجة أنه لم يكن يعي ما يفعل، مع العلم أن ابنه يؤكد أنه كان بكامل قواه العقلية، وأنا لم أرد إرجاع المال إليه، لأنه أصبح لي وكذبت على زوجي بعدم إمكانية إرجاع الفلوس، لأنني أنفقتها في البناء وبقي مبلغ ستة آلاف يورو في حسابي، فهل علي إثم في عدم إرجاع المبلغ إليه؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما حصل من ذلك الأب هو وصية منه لابنه، والوصية عقد غير لازم، فله الرجوع عنها قبل موته وعليه، فإذا طالب الوالد ولده بهذا المال لزمه أن يعيده إليه إلا أن يبرئه منه أو من بعضه وتطيب نفسه له بشيء من ذلك، قال ابن عاصم المالكي في التحفة: وللذي أوصى ارتجاع ما يرى.

ويلزمك أنت أن تردي إليه ما أرسل إليك ولا يجوز لك الكذب عليه وخداعه، لأن المال ليس لك ولا له، وإنما هو لأبيه، وتصرفكما فيه قبل موته تصرف باطل.

لكن ينبغي للابن أن يتلطف معه ويبين له أنه تصرف في المال ظنا منه أنه آل إليه كي يسامحه فيه ولا يكلفه برده وإلا لزم رده إليه كاملا غير منقوص.

وينصح الابن بالحرص على أبيه كي يسلم، لعل الله يجعله سببا في إنقاذه من النار، فذلك من أعظم البر فليعرض عليه الإسلام ويناصحه بالتي هي أحسن، ويمكنه تسليط بعض الدعاة وأولي العلم عليه عسى أن يقنعوه بالدخول في الإسلام، وللفائدة انظري الفتويين رقم: 95112، ورقم: 120123.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني