الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التخلف عن صلاة الجماعة بسبب الطعام

السؤال

إذا سألتني زوجتي: هل ستصلي العشاء أولا، أم ستتناول وجبة العشاء؟ وأجبتها بأنني سأتناول وجبة العشاء أولا، مع العلم بأن هناك متسعا من الوقت لأداء الصلاة في وقتها، وفي الحقيقة لم أكن جائعا بحيث إنني لا أستطيع الانتظار، وربما كان السبب أنني أتأخر في الوضوء والصلاة، وخوفا من أن أشق على زوجتي في انتظاري إلى حين انتهائي، طلبت منها تجهيز العشاء، فهل في هذا القول إعراض وتهاون في أمر الصلاة وتفضيل سائر الأشياء عليها، مع أنني لم أقصد ذلك؟ وهل يصل ما قلته إلى حد الكفر أو الإثم؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فههنا أمور لا بد من تنبيهك عليها، منها:

أن صلاة الجماعة فرض عين على كل مسلم حر بالغ، وفعل الجماعة في المسجد أولى وأفضل من فعلها في غيره، وإن كانت تجزئ لو فعلت في غير المسجد عند كثير من أهل العلم، ولكن تفوت فضيلة المسجد، وانظر الفتوى رقم: 128394.

ومنها: أن تأخير الصلاة حتى يخرج وقتها إثم عظيم وذنب كبير أكبر من الزنا والسرقة وشرب الخمر وقتل النفس، بل قد ذهب بعض العلماء إلى كفر من تعمد ترك الصلاة، وانظر الفتوى رقم: 130853.

ومنها: أن من الأعذار المبيحة لترك الجماعة حضور الطعام والمرء تائق إليه، بحيث يشتغل به لو صلى، فمن فقهه أن يقضي نهمته من الطعام ثم يقبل على صلاته كما دلت على ذلك الأحاديث.

وبما ذكرناه تعلم أن تقديمك لطعام العشاء في هذه الحال إن كان يتضمن إخراج الصلاة عن وقتها فهو من كبار الذنوب التي يجب عليك المبادرة بالتوبة منها، وإن كان يتضمن ترك الجماعة، فإن كانت بك إلى الطعام حاجة فلك رخصة في ذلك، وإلا فأنت ملوم لتفويتك الجماعة، وإن كان الذي يفوتك هو فعل الجماعة في المسجد وكنت تصلي جماعة بأهلك في الوقت، فهذا جائز ـ كما قدمنا ـ ولكن تفوتك فضيلة فعل الجماعة في المسجد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني