الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من اكتحل بغير الإثمد هل أصاب السنة أم أخطأها

السؤال

لقد بحثت كثيراً عن الإثمد الأصلي في بلدي فلم أجده إلا مغشوشاً، فهل إذا نويت بالاكتحال بكُحل عادي - ثبت نفعه- أكون قد أصبت السنة،أم أصيبها بنيتي ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد اختلف العلماء في الاكتحال عموما هل هو مستحب للرجال أم لا:

جاء في حاشية العدوي على شرح مختصر خليل للخرشي: ...والاكتحال سنة عند الشافعية لا المالكية.

وفي الموسوعة الفقهية: استحب الحنابلة والشافعية الاكتحال وترا... وأجاز مالك في أحد قوليه للرجال وكرهه في قوله الآخر للتشبه بالنساء.

وأما الاكتحال بالإثمد فجاء في الفواكه الدواني: ( وهو ) أي الاكتحال بالإثمد ( من زينة النساء ) فيجوز لهن من غير ضرورة، ويحرم على الرجال لغير ضرورة استعمال ما هو من زينة النساء، وأما الاكتحال بغير الإثمد فيجوز ولو للرجال ولو من غير ضرورة ولو نهارا.

وقال مالك في رواية ابن نافع: ليس الكحل بالإثمد من عمل الناس ولا سمعت فيه بنهي. قال الباجي: يريد ما قدمناه من استحسان زي من مضى من علماء أهل المدينة والأخذ بهديهم وأدبهم ; لأنه الذي اختاره النبي صلى الله عليه وسلم .(المنتقى شرح الموطأ)

وفي الفتاوى الهندية من كتب الفقه الحنفي: لا بأس بالإثمد للرجال باتفاق المشايخ. ويكره الكحل بالأسود بالاتفاق إذا قصد به الزينة.

وفي غذاء الألباب للسفاريني الحنبلي: استحباب الاكتحال بالإثمد قبل المنام.

وقد وردت نصوص في أفضلية الاكتحال بالإثمد على الاكتحال بغيره كقوله صلى الله عليه وسلم: إن من خير أكحالكم الإثمد، إنه يجلو البصر، وينبت الشعر. رواه النسائي وغيره وصححه الألباني.

وإذا اعتقد الشخص أن الاكتحال سنة، وعلم أن أفضل ما يكتحل به الاثمد، فإذا لم يجده فاكتحل بغيره، فإنه مصيب لسنة الاكتحال.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني