الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السباع ذوات الأنياب المحرم أكلها

السؤال

أشكل علي فهم حديث أبي ثعلبة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم حرم (كل ذي ناب من السباع)
فما المقصود ب (ذي الناب) أو ليس كل السباع لها أنياب؟
وما هو معنى السبع في اللغة ؟
وهل نفهم من ذلك أن هناك سباعا بلا أنياب تحل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالمقصود بذي الناب في الحديث الشريف كما قال أهل العلم هو ما يعدو من السباع بنابه على الناس وأموالهم كالأسد والنمر والفهد والذئب والكلب.. فهذه المسميات وما في معناها محرمة عند جمهور العلماء، وكنا قد بينا هذا الأمر وتفصيل مذاهب أهل العلم فيه وراجع في ذلك فتوانا رقم: 59765، وفتوانا رقم: 5961.

وهذا المعنى هو المستعمل في اللغة.

قال ابن منظور في لسان العرب: والسَّبُعُ يقع على ما له ناب من السِّباعِ ويَعْدُو على الناس والدوابّ فيفترسها مثل الأَسد والذِّئْب والنَّمِر والفَهْد وما أَشبهها، والثعلبُ وإِن كان له ناب فإِنه ليس بسبع لأَنه لا يعدو على المواشي ولا يُنَيِّبُ.. في شيء من الحيوان، وكذلك الضَّبُع لا تُعَدُّ من السباع العادِيةِ ولذلك وردت السُّنة بإِباحة لحمها..

وعلى ذلك فإن السباع كلها ذوات أنياب ولكن المقصود بذي الناب الذي يمنع أكله هو ما يعدوا ويفترس بنابه، أما ما لا يفترس منها فإنه ليس بسبع وهو حلال عند الجمهور ولو كان ذا ناب.

والحديث لا يعني أو لا يلزم منه أن بعض السباع ليس لها أنياب، ولكن مقصوده منع أكل ما يفترس من السباع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني