الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رحمة الله واسعة وفضله عظيم

السؤال

مصيبتي في ديني يا شيخ ادع الله أن يهديني ويردني إليه ردا جميلا. هل يستجيب الله - قطعا - للمضطر وطالب الهداية منه سبحانه لأنه وعدنا وقوله الحق استهدوني أهدكم، وقلبي بين أصبعيه يقلبه كيف يشاء سبحانه دعواتك يا شيخ، اللهم اهدني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله لنا ولك الهداية والثبات على الحق، واعلمي أيتها الأخت الكريمة أن رحمة الله واسعة وفضله عظيم، ورحمته تعالى قريب من المحسنين، والله تعالى عند ظن عبده به، فأحسني الظن بربك تعالى وتوكلي عليه وتضرعي له، وأديمي اللجأ له تبارك وتعالى وثقي أن الخير كله بيديه، وأنه تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيئ النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيئ الليل، وأنه تعالى لا يرد سائلا ولا يخيب راجيا، فتوجهي إليه بإخلاص وصدق، وعليك أن تأخذي بأسباب الهداية وتسيري في طريق الاستقامة وتجاهدي نفسك في الثبات على الحق، وثقي أن المعونة من الله تعالى لا تتخلف عنك إذا كنت مخلصة صادقة:وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ. {العنكبوت:69}. وأكثري من ذكر الله فإنه سبيل طرد الشيطان والوقاية من مكره فإنه وسواس خناس لا يزال جاثما على صدر العبد يوسوس له فإذا ذكر العبد ربه خنس، واصحبي الصالحات وأكثري من مجالسة العلماء والناصحين، وكوني دائما معلقة القلب بربك تعالى عالمة أنه لا يأتي بالحسنات إلا هو ولا يدفع السيئات إلا هو، واعلمي أنك متى ما دعوته الدعاء المستجمع لشروطه فإن الإجابة لا تتخلف كما قال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ.{البقرة:186}.

وفقنا الله وإياك لما فيه رضاه.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني