السؤال
زوجتي لم أعد أطيقها، بل أكرهها فأنا من بلاد الحرمين انتقلت إلى ألمانيا للدراسة، وهناك تعرفت على فتاة من أصل لبناني مسلمة، ثم قدر لنا الله الزواج، وبعد شهر من زواجنا قام بيننا شجار أدى بنا إلى الطلاق، وذلك لأنها كانت مصرة على نمط عيشها السابق ـ من خروج متى تشاء وتلبس ما تشاء وتتحدث إلى من تشاء ـ وكانت لا تقيم شعائر الدين البتة، وأصرت على أن لا تعود إلي أبدا رغم تدخل والديها.
مضت أسابيع قليلة وعاودت الاتصال بي والتودد إلي إلى أن اتفقنا على الرجوع، وعندها كانت كما أريد وأكثر. قدر الله بيننا ولدا ثم الثاني، وبعدها عادت إلى تصرفاتها السابقة وأكثر ـ إذ لبست القصير وتطاولت علي بلسانها البذيء، وأصبحت تتصرف كالمراهقات ـ ولله الحمد والمنة في تلك لفترة هداني الله إلى طريقه المستقيم، وكنت دائما أستمع إلى خطب ودروس مشايخنا الأفاضل ممن هم على منهاج السلف الصالح، وكنت أحفظ القرآن وأحفظه لأولادي ـ أيضا ـ وعندها أصبحت أنا وزوجتي على طرفي نقيض، وحاولت معها الكثير ولمدة شهور وشهور لإرجاعها إلى الحق وإلباسها الحجاب فكانت ردات فعلها كالحصان البري الذي يأبى الترويض، وكان الشجار سمة البيت وصريخها صباحا ومساء يوقظ النائم ويبعد اليقظان إلى أن من الله عليها بأن لبست الحجاب وذاقت طعم الإيمان وذلك بعد حوالي سنتين بعد التزامي.
كانت تشكرني دائما على أنني لم أتركها حتى تحجبت وطبعا هذا بعد شكر الله صاحب المنة.
كان أول حجابها الجلباب الطويل والخمار المسدول إلى ما تحت صدرها، بدأت الصلاة وواظبت عليها وبدأت حفظ القرآن وحضور الدروس مع الأخوات، ولكن مافتئت تنسلخ شيئا فشيئا من هذا كله، فلا دروس ولا حفظ وتهاون في الصلاة، أما الحجاب فأصبح بنطالا وفوقه تنورة قصيرة، وخمارها قصير إذ لمجرد تحريك رأسها تظهر عوراتها وهي غير آبهة ولا مكترثة، وللاختصار فقط فهذه التحولات حدثت بعد ما يقارب الخمس سنوات وأتى مع هذا التحول خلافات حادة وشقاقات وحتى فراقات، والكل من حواليها يشجعونها على ذلك ابتداء من أهلها، حيث لا يركع فيهم أحد ركعة لله، ويجاهرون بالكبائر في بيتهم، فبعد ما كان الذهاب إلى بيت أهلها مع أولادنا شيئا نادرا لوجود المنكرات هنالك، فقد أصبحت لا تفارقهم ولا أسبوعا، وبعدما كانت تتلذذ بسماع الدروس والقرآن أصبحت تدير مزمار الشيطان أينما كانت، وكلما أمرتها بمعروف أو نهيتها عن منكر لا أسلم من لسانها السليط، فالمشاكل أصبحت يوميا وزادت حدة عند انتهاء دراستي في تلك البلاد إذ قررت الرجوع إلى بلدي نظرا للخطر المحدق بالأولاد هناك خصوصا مع دخولهم المدارس.
رفضت زوجتي الفكرة تماما لأسباب واهية من عدم يسر المعيشة في البلاد الإسلامية والمدارس الركيكة وذهنية الناس هناك، وأنها لن تستطيع التأقلم مع العيش هناك أبدا، وانتهينا بالطلاق للمرة الثانية، حزمت أمتعتي ورجعت إلى بلدي، مع العلم أنها منعتني قضائيا من اصطحاب ولدي معي.
اعتبرتها النهاية، وعندها قررت أن أجدد حياتي بالزواج ثانية، وقد وصل خبر ذلك إلى أم أولادي فبتحايلها اتصلت بي مجددا وغيرت طريقة معاملتها لي إلى ١٨٠ درجة ووصل بها الحال إلى أن قدمت من ألمانيا إلى بلاد الحرمين لإثبات حسن نيتها اتجاهي، وعبرت لي عن ندمها وأسفها على كل إساءة اقترفتها اتجاهي وأنها مستعدة أن تكون رهن إشارتي وصدقتها وحمدت الله على لم الشمل ثانية، وعدت معها إلى ألمانيا على أن نرتب أمورنا، ومن ثم نعود إلى بلاد الحرمين في مدة أقصاها سنتان، واتفقنا على ذلك وما لاقيت منها من معاملة حسنة ليطير له العقل، خصوصا بعد كل تلك السنين العجاف المملوئة بالصخب، كنت أظن ساعتها أنني في حلم وأن الدنيا قد صفت لي إلى أن ألقى الله ورزقت منها بولدين آخرين، وسرعان ما تبددت الأحلام وعادت ريما إلى عاداتها القديمة، وانقلب الحلم الجميل إلى كوابيس، وصارحتني هذه الزوجة بأنها لا تريد الانتقال معي إلى بلدي، وأنها لا تطيق العيش معي، وأنها كانت وردة مزهرة يوم تعرفت عليها، وقد جعلتها بعد كل هذه السنين كالممسحة، وأنها ترفض الانقياد من خلفي، وقررت بعدها شراء بيت خاص بها عن طريق الربا وأنني مجبر على الدفع معها إذا قررت البقاء معها، وطبعا شراء هذا البيت كانت القطرة التي أفاضت الكأس فتركت لها البيت بما فيه، وأنا الآن منفصل عنها منذ شهرين وهي تطالبني الآن بالطلاق وبالنفقة و المؤخر.
أتعبتني هذه المرأة، أرشدوني أثابكم الله، وليكن جوابكم على البريد الإلكتروني.