الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأولى الاقتصار على المتفق عليه بين أهل العلم فيما ينفع الميت

السؤال

توفيت أمي منذ: 15 يوما وأنا ابنها الأصغر، فما ذا يجب علي القيام به؟ سمعت أنه يمكنني أن أصلي لها، فكيف تتم الصلاة؟ وعند القيام ماذا أقول؟ نويت أن أتصدق عنها بحيث اشتريت 10 مصاحف، لكي أوزعها على المساجد، فهل في ذلك شروط أو أي شيء آخر؟.ما زلت متأثرا لوفاة أمي، في كل يوم أبكي ـ بكاء الرحمة، أتذكرها في كل مكان ـ في البيت هكذا قالت، هكذا فعلت، ماتت على الشهادة ولم تتعذب في سكرات الموت، قامت بالتشهد واستغفرت الله، كانت فرحة بتحضير عرس أخي الأكبر الذي كان سيقام هذا الشهر، ولكن لم يكتب الله لها ذلك، ياشيخ: اسودت الحياة في عيني بحيث كانت نيتي بعد ما أنعم الله علي بمحل أن أبعثها إلى الحج أو العمرة ـ هي وأبي ـ ولكن رأت وهي على فراش المرض أن رجلا أتاها وقال لها إنها خرجت في قرعة للذهاب إلى العمرة، وقبل ساعة من موتها رأت نفسها في العمرة وهي تنادي بأسماء أخواتي وترى نفسها في العمرة، يا شيخ: ماذا أفعل لكي تصل بعض الأعمال إليها، مع أنني غير قادر على التعبير عما يلج في قلبي من أسى وحزن؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يرحم أمكم، وأن يحسن عزاءكم، وأن يلهمكم الصبر وأن يعينكم على برها بعد موتها، وإن مما يعين السائل وإخوته على الصبر والاحتساب أن يعلموا أن جزاء الصبر على فقيدتهم إنما هو الجنة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة. رواه البخاري.

والصَّفِيُّ: قال الحافظ ابن حجر: هو الحبيب المصافي ـ كالولد والأخ وكل من يحبه الإنسان ـ والمراد بالقبض قبض روحه وهو الموت. اهـ.

ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتوى رقم: 13270.

وأما مسألة الصلاة عن الميت: فلا تصح، ولكن يمكن إهداء ثوابها وكذلك ثواب أي عمل صالح للميت، على الراجح من أقوال أهل العلم، وإن كان الأولى في ذلك هو الاقتصار على ما اتفق أهل العلم على انتفاع الميت به وهو الدعاء والاستغفار له، والصدقة عنه، وكذلك الحج والعمرة من حيث الجملة، وراجع في تفصيل ذلك الفتويين رقم: 8132، ورقم: 121425.

ومن جملة ذلك ما فعله السائل من وقف المصاحف في المساجد لثواب أمه.

ولمعرفة الهدي النبوي في كيفية بر الأبوين بعد موتهما يمكن الاطلاع على الفتويين رقم: 25972، ورقم: 8042.

وأما مسألة الرؤيا: فلسنا بتأويلها عالمين، وعلى أية حال، لو اعتبرتم ذلك إشارة للاعتمار عنها، فهذا خير لا حرج فيه، خاصة إذا لم تكن قد اعتمرت من قبل فيتأكد في حقكم أن تعتمروا عنها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني