الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سؤال المختصين عن تعبير الرؤيا لا حرج فيه

السؤال

هل البحث عن تفسير الحلم جائز ومستحب، وإن كان كذلك فما تفسير رؤيا ألسنة النار ولونها أقرب للفضى تمتد بسرعة في شوارع مدينتي الرئيسية بمكان ليس ببعيد عن منزلي، وأهرب منها أنا وأهلي لكن إحدى قريباتي تتزحلق على الأرض ولا تستطيع الهرب ولا أستطيع إنقاذها رغم همتي العالية في الهروب من النار، وعندما سألت عن مصدر النار قيل هو بركان ولكن ألسنة النار لا تشبه البركان ولم أشاهد بركانا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فسؤال العارف بالتعبير عن تعبير الرؤيا جائز لا حرج فيه، وقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول لأصحابه بعد صلاة الصبح: من رأى منكم رؤيا فليقصها أعبرها له. أخرجه البخاري وغيره.

ومع هذا فلا ينبغي إشغال النفس بأمر الرؤى بصورة مبالغة فيها بحيث يصير البحث عن تأويلها أكبر هم الرائي، بل يتأدب بالأدب النبوي في ذلك مما يراه من رؤى الخير أو الشر ولا يتعب نفسه، بالبحث عن تأويل ما يراه فيستريح بذلك من العناء.

قال الشيخ العثيمين رحمه الله: تفسير الأحلام سواء كان بتعطير الأنام كما ذكرت، وإن كنت لم أر هذا الكتاب أم بغيره، لا ينبغي للإنسان أن يتعب نفسه فيها، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطانا فيها حكماً فاصلاً مريحاً، وذلك أن الإنسان إذا رأى ما يكره يتقي شره بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، ومن شر ما رأى، وبالتفل عن يساره ثلاث مرات، وأن لا يخبر بذلك أحداً، وأن ينقلب من الجنب الذي كان عليه حين رأى ما يكره إلى الجنب الثاني، وأن يقوم ويتوضأ ويصلي، فبهذه الأسباب يتقي شر هذه الرؤيا التي روعته، وهذا الذي أخبرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يريح المرء عندما يرى ما يكره، أما إذا رأى ما يحب واستبشر بها خيراً فإنه لا بأس أن يخبر بها من يحب أيضاً، ولا يحدث بها من لا يحب، لأنه إذا حدث بها من لا يحب فقد يكيدون له كيداً. انتهى.

وأما الرؤيا التي قصصتها فإن موقعنا لا يعني بهذا الأمر وليس تعبير الرؤى من شأننا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني