الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حصول المودة بين الزوجين يحتاج للصبر والتغاضي عن الزلات

السؤال

إنني أعمل في دولة خليجية، وعندما أردت الزواج كانت مدة إجازتي لا تكفي للتعرف على فتاة أحلامي، فذهبت إلى أكثر من واحدة ووقع اختياري علي زوجتي حاليا. علما بأني متزوج منذ عامين ورزقنا الله تعالى بطفل.سؤالي هو : إنني أعاني من بعض المشاكل بيني وبين زوجتي ودائما على خصام. ملحوظة : عمر زوجتي عشرون عاما، وعمري ثلاثون عاما.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أن حصول المودة والتفاهم بين الزوجين يحتاج إلى الصبر وإلى التجاوز عن بعض الأخطاء والتغاضي عن الزلات والهفوات والنظر إلى الجوانب الطيبة في أخلاق الطرف الآخر.

والذي ننصحك به أن تعاشر زوجتك بالمعروف وتتعامل معها بالحكمة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" واستوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، إن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، استوصوا بالنساء خيرا " متفق عليه .

واعلم أنه إذا نزلت المصائب على العبد أو شعر بعدم التوفيق في بعض الأمور، فعليه أن يتهم نفسه ويراجع حاله مع الله، فإنه لم ينزل بلاء إلا بذنب ولم يكشف إلا بتوبة، قال ابن القيم :" ومن عقوبات الذنوب إنها تزيل النعم وتحل النقم، فما زالت عن العبد نعمة إلا لسبب ذنب ولا حلت به نقمة إلا بذنب" الجواب الكافي (1/49) .

وقال ابن الجوزي :" قال الفضيل بن عياض: إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق دابتي وجاريتي. اهـ

فعليكما بتجديد التوبة إلى الله والمحافظة على الفرائض واجتناب المعاصي الظاهرة والباطنة، حتى يصلح الله أمركما. قال تعالى:" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" الرعد : 11 .

ونوصيك بالتعاون مع زوجتك على طاعة الله، وكثرة الذكر والاستغفار والإلحاح في الدعاء، فإن الله قريب مجيب .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني