الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رؤية الجدة ليس ضرورة تبيح سفر المرأة بغير محرم

السؤال

زوجتي ألمانية أسلمت قبل ثلاث سنوات في ألمانيا، ومن ثم انتقلت معها إلى الرياض، وهي معي الآن ثلاث سنوات بالرياض، وخلال هذه المدة توترت العلاقة بيني وبين أهلها، ولم أعد أذهب إلى ألمانيا؛ لأنني لم أعد أأمن على نفسي ولا على بنتي. الآن جدة زوجتي مريضة، وتريد زوجتي زيارتها، مع العلم أن أهل زوجتي مسيحيون، وزوجتي عمرها 21 سنة، وأنا لا أستطيع السفر معها، وذلك لأني مطلوب لديهم بدعوى سفري ببنتي وزوجتي إلى بلدي السعودية، ومطالبتهم ببنتي التي ولدت بألمانيا ولديها جنسية ألمانية. هل أسمح لزوجتي بالسفر؟ مع العلم أنها تبكي باستمرار لرغبتها في رؤية جدتها قبل موتها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كانت زوجتك ستسافر من غير وجود محرم أو زوج فلا يجوز لها ذلك، ولا يجوز لك تمكينها منه، ورؤيتها جدتها ليست بضرورة تبيح لها السفر بغير محرم. وراجع الفتوى رقم: 6219.

ووسائل الاتصال الحديثة تمكنها من رؤية جدتها أو الحديث إليها إن كانت على حال يمكنها الحديث إليها فيه، وعلى فرض أنه سيسافر معها محرم فلا يجوز لك السماح لها بالسفر إن كنت تخشى أن يترتب على سفرها مفسدة، كأن تكون هنالك حيلة من أهلها يمكنهم من خلالها حبس زوجتك وابنتك عن السفر إليك مرة أخرى، فقد يترتب على ذلك من المفاسد ما لا يحصى.

لكن ينبغي أن تكون حكيماً مع زوجتك في هذا الموقف، فتستعمل معها أسلوباً مقنعاً بالرفق واللين حتى تقنعها بالتخلي عن التفكير في زيارة أهلها ما دام يترتب عليها ما ذكر من المحاذير الشرعية، وهذه البنت بنتك فلا حق لهم في المطالبة بها، ولا يجوز لك تسليمها إليهم فإنهم قد يفسدون عليها عقيدتها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني