الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يشرع لمن يخشى انتقاض وضوئه أن يبادر بالصلاة منفردا

السؤال

أحيانا يكون لدي إمساك يصاحبه عدم القدرة على البقاء متوضئا لفترة طويلة، فعندما أصلي جماعة أعلم أن هناك وقتا يجب انتظاره قبل إقامة الصلاة من ناحية، ومن ناحية أخرى ريثما يستعد الجميع ويحضرون للصلاة وأنا حقيقة ما بين قاب قوسين، أو أدني سينتقض وضوئي ولا أصبر على ذلك فأقوم بصلاة الفريضة وحدي تامة، وأجلس بعدها في انتظار إقامة الصلاة، فعندما تقام لا أبالي وأنا أصلي جماعة إن انتقض وضوئي لكوني قد أسقطت الفرض، فهل الصلاة على هذا النحو مقبولة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فصلاتك منفردا صحيحة ما دمت تصليها على طهارة، والقبول بعد ذلك أمره إلى الله, وصلاة الجماعة عند كثير من القائلين بوجوبها ليست شرطا في صحة الصلاة, وانظر الفتوى رقم: 139651.

وأما صلاتك مع الجماعة وأنت لا تبالي إن انتقض وضوؤك: فإنه خطأ كبير، ولو كنت أسقطت الفرض، إذ لا يجوز للمحدث أن يصلي لا فرضا ولا نافلة، قال النووي في المجموع: أجمع المسلمون على تحريم الصلاة على المحدث، إلى أن قال: ولا يكفر عندنا بذلك إلا أن يستحله، وقال أبو حنيفة: يكفر لاستهزائه. انتهى.

والذي ننصحك به هو أن لا تبادر بأداء الصلاة منفردا وتنتظر الجماعة ومتى شعرت أنك حازق ـ أي يدافعك الريح ـ خرجت من المسجد وتوضأت ورجعت إلى المسجد فإن أدركت الصلاة، أو بعضها فذاك، وإلا صليت ولو منفردا، وهذا خير لك من المبادرة بالصلاة منفردا، لأنه ربما حضرت الجماعة ولا يدافعك الريح, قال النجدي في حاشيته على الروض: والحازق مدافع الريح، فليبدأ بالخلاء، ليزيل ما يدافع من بول، أو غائط، أو ريح ولو فاتتة الجماعة. اهـ.

وأيضا لو صليت حاقنا، أو حازقا سواء منفردا، أو في جماعة ففي صحة صلاتك خلاف بين العلماء، كما بيناه في الفتوى السابقة، وويمكنك أن تراجع في صلاة الحاقن الفتويين رقم: 18415133778.

والخروج من الخلاف مستحب طلبا للبراءة في الدين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني