الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ترك العمل المختلط والاكتفاء براتب الزوج الزهيد هل يعد أنانية

السؤال

أرجو منكم إفادتي في إيجاد حل سريع لمشكلتي، فأنا سيدة متزوجة ملتزمة بالحجاب، وعندي طفل، وأعمل منذ 5 سنوات في شركة براتب جيد جداً، مع العلم أن عدد ساعات العمل بالمواصلات تتجاوز 12 ساعة ، وزوجي أيضا يعمل لكن براتب قليل جداً لا يكفي مصروفات البيت، وقد حصلت لي مضايقات في العمل من زميل لي لكني اجتزت المشكلة بإبلاغ المدير، وطرده من العمل، ولم أشتكه من أول مرة، بل حذرته لأكثر من 3 أو 4 مرات ، لكن بعدها شعرت بالمشكلة من جذورها، وتأكدت أن الاختلاط حرام، وفيه مفاتن كثيرة على الرجال، وعندما أتدبر الأمر أجد أن النساء لابد لهن من الجلوس في البيت، وعدم العمل مع الرجال في مكان واحد ، واستخرت الله على ترك العمل والجلوس في البيت، وأنا أعلم أن الله سيجعل لي مخرجًاً؛ لأن راتب زوجي زهيد لا يكفينا، لكن أهلي أكدوا لي أن ما أقدمت عليه أنانية ، خاصة أنني مديونة لأختي. أرجو منكم الإفادة، هل ما فعلته صحيح أم أنه نوع من الأنانية، علماً أن البلد الذي أعيش فيه جميع الوظائف فيه مختلطة، وليس لدي شهادة لكي أعمل طبيبة أو معلمة. أرجوكم أفتوني في أمري، فأنا في حيرة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأولى للمرأة أن تقر في بيتها، وإن احتاجت للعمل فالأصل أن يكون عملها في مكان لا تخالط فيه الرجال اختلاطا محرما، فإن عملها في موضع تخالط فيه الرجال على هذا النحو باب شر وفساد، وانظري ضوابط عمل المرأة في الفتويين رقم: 522، 3859.

وعلى ذلك فقد أصبت في عزمك على ترك العمل الذي تخالطين فيه الرجال ورغبتك في القعود في البيت، وليس ذلك أنانية كما يزعم البعض، بل هو إيثار الدين على الدنيا، ولا شكّ أنّ سلامة الدين والبعد عن الفتن مصلحة عظيمة، ومن كان حريصاً على سلامة دينه، واستعان بالله فسوف يجد التيسير والعون من الله، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا {الطلاق: 2} ، وقال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا{الطلاق:4}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني