الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحتاط المرأة التي تقوم بالتعليم في مناطق نائية

السؤال

أنا أعمل مدرسة، ومقر عملي في قرية ليست بالبعيدة جدا عن محل سكني 70 كلم تقريبا. لكني لكي أصل إلى هناك أقطع مسافة ليست بالبسيطة4 كلم مشيا على الأقدام لصعوبة الطريق، لا تصلها وسائل النقل .وهذه المسافة تكون شبه خالية من المارة لذا فإني أمشيها رفقة مدرسين يعملان معي. مؤخرا كثرت الاضرابات عن العمل وكثر تغيبي لأني حتى وإن أردت الذهاب فإن زميليّ لن يذهبا وبالتالي أضطر إلى التغيب . أريد أن أذهب لكني أخشى أن يصيبني مكروه، خصوصا أنني أسمع عن الكثير من الحوادث التي تحصل لبعض المدرسات. قرب العام على الانتهاء ولم أكمل المقرر . ماذا أفعل ؟ وما حكم الشرع في العمل في ظل هذه الظروف ؟علما أني حاولت ترك العمل إلا أني وجدت معارضة شديدة من الوالدين كما أني أحيانا أفكر في أني لو تركت هذا العمل وغيري فعل ذلك فمن سيعلم أولئك الصغار؟ خصوصا أنه في مثل تلك المناطق يسود الجهل بأمور الدين وتتفشى كل مظاهر الشرك والعياذ بالله. فعلى الأقل إن لم أفلح في إتمام البرنامج الذي تقرره الدولة والمشحون بمواد ودروس لا تفيد المتعلمين لا من قريب ولا من بعيد، بل هي مجرد برامج مأخوذة عن الغرب وأثبتت التجارب عدم نجاعتها, فإني أعلمهم ولو ما تيسر من أمور دينهم ودنياهم وفق ما أمر الله؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فقد بينا في الفتوى رقم: 31199 أن عمل المرأة في الأماكن البعيدة المختلطة لا يجوز إلا عند الاضطرار.
فإذا علمت عدم اضطرارك إلى هذا العمل فلا تطيعي الوالدين في عدم تركه بل قدمي طاعة الله ورضاه.

ويتأكد الأمر عند الخوف من المخاطر في الذهاب إليه.

هذا؛ ولا إثم عليك في عدم إكمال المقرر إذا كان سببه إضراب الطلاب وامتناعهم عن الحضور.

وأما البرامج المحددة من جهة العمل فيتعين إكمالها إن كانت مباحة، وقد قدمنا في الفتوى رقم: 15739 أن العلم المطلوب تعلمه يشمل كل علم نافع، وعلى رأس هذه العلوم علم الشريعة الغراء، وأن الطب والهندسة والتربية والرياضيات، والاقتصاد، والعلوم السياسية علوم يجب على الأمة تعلمها لما فيها من المنافع، وأن المرء يثاب على طلبها وتعليمها إذا قصد بذلك وجه الله تعالى.

وأما حاجة القرى النائية لمن يعلم أهلها فهو أمر واقعي ويتعين على الأمة السعي في العمل بذلك، ولكنه ينبغي أن يتكلف به الرجال المستطيعون للأسفار، أو أن تسكن بهذه القرى بعض النسوة فترة زمنية لتحقق ما تيسر من ذلك وتستغني عن السفر اليومي، ولتتذكر النساء المسلمات نشاط المنصرات في إفريقيا حيث يسكن سنوات ينشرن الباطل، فأهل الحق أولى بالتضحية والصبر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني