الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا ينعقد اليمين بالكتابة إلا بالنية

السؤال

أولا: أسأل الله تعالى أن يمتعنا جميعا بالصحة وبنعمة الإسلام، ثانيا عندي سؤال أتمنى أن تعطوني ردا عليه: تعرفت على فتاة وفي نيتي الزواج منها ـ باذن الله ـ وهذه الفتاة تمر بظروف قاسية وهي عنيدة بعض الشيء فمن خوفي عليها ولكي أبعدها عن مشكلة كبيرة كتبت لها الحلف بالله أنني إذا لم أفعل الذي أقوله فسينتهي كل شيء بيننا، وتصبح أختي لا أكثر. وقلت بعده إنني سأحلف هذا اليمين حتى تلتزمي فوافقت ولكنني لم أحلف وما كان في نيتي اليمين، بل كان هدفي فقط إخافتها كي أحميها، والسؤال: هل أعتبر حلفت أم لا؟ وهل يجوز أن أنقض اليمين؟ وماذا يجب علي؟ وهل يجوز نقضه بعد أن تفقد السيطرة على الالتزام به؟ أم يشترط أن يكون قبل ذلك؟ أرجوكم أن تجيبوني على هذا السؤال، لأني متوتر كثيرا ولا أحب حلف اليمين ولكم الشكر الجزيل.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فالذي يظهر لنا أن اليمين لا تنعقد بمجرد الكتابة من غير نية، وأن كتابة اليمين تعتبر من الكناية، فإذا كتب اليمين بالله من غير نيته لم ينعقد يمينه.

جاء في الموسوعة الفقهية عند ذكر شروط اليمين: الشَّرِيطَةُ الرَّابِعَةُ التَّلَفُّظُ بِالْيَمِينِ، فَلاَ يَكْفِي كَلاَمُ النَّفْسِ عِنْدَ الْجُمْهُورِ، وَقَال الشَّافِعِيَّةُ: إِنَّ الْكِتَابَةَ لَوْ كَانَتْ بِالصَّرِيحِ تُعْتَبَرُ كِنَايَةً. اهـ مختصرا. وجاء في أسنى المطالب: ... لأن الْيَمِينَ بِاَللَّهِ إنَّمَا تَكُونُ بِاسْمِهِ أَوْ صِفَتِهِ فَلَا تَنْعَقِدُ بِالْكِنَايَةِ. اهـ. ومثله ما جاء في قواعد ابن رجب: ... بناء على أن الْيَمِينَ بِاَللَّهِ لَا تَصِحُّ بِالْكِنَايَةِ. اهـ.

وعلى هذا، فما دمت لم تنو اليمين عند كتابتك ـ كما ذكرت ـ فإنها غير منعقدة ولو خالفت مقتضاها لم تلزمك كفارة، ثم اعلم أنه لا تجوز إقامة علاقة صداقة بين الرجل والمرأة، كما بيناه في الفتوى: 148635

فاتق الله ـ أخي السائل ـ واحرص على البعد عن خطوات الشيطان التي يستدرج بها العباد إلى ما حرم الله وانظر الفتوى: 41151

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني