الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قيام المرأة بشؤون بيتها خير لها من العمل المختلط

السؤال

أنا تونسية مطلقة، أعمل مهندسة معمارية، تقدم لخطبتي رجل ذو أخلاق ودين فقبلت، لكنني عرفت أنه يرفض كل اختلاط في شغلي، علما وأني متحجبة وملتزمة، ويقول إنه يخاف علي. وفي النهاية حين عرض علي الترشح للمجلس التأسيسي والمشاركة في الحياة السياسية مع حزب حركة النهضة ثار وأبى، وقال إما أنا أو الخروج لحياة الاختلاط. أفتوني في أمري فمن جهة أريد تكوين الأسرة الصالحة ومن جهة أخرى أريد أن أكون عنصرا فاعلا في المجتمع وأخدم ديني ووطني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فخير ما يبتغى في الزوج دينه وخلقه، فصاحب الدين والخلق أرجى من يعرف للمرأة حقها ويحسن عشرتها ويتقي الله فيها، ولذلك أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى قبوله خاطبا، روى الترمذي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه. والزوج الذي يغار على أهله ولا يرضى لها التعرض لأسباب الفتنة أمره محمود، فينبغي للمرأة التمسك به الحرص على زواجه منها. ولا يجوز للمرأة أصلا المشاركة في عمل يقتضي الاختلاط المحرم بالرجال إلا لضرورة كما بينا بالفتوى رقم: 522 ، وراجعي أيضا الفتوى رقم: 48184.

وتكوين الأسرة الصالحة من أهم الوظائف التي تقوم بها المرأة المسلمة، فإذا استقرت في بيتها عملا بقول ربها، واهتمت بتربية أولادها، فأحسنت تربيتهم وتنشئتهم على عقيدة وأخلاق الإسلام، فهذه أعظم خدمة تقدمها لدينها ووطنها، وأما إذا خرجت تختلط بالرجال اختلاطا محرما على زعم أنها تريد أن تخدم دينها، فأي خدمة تقدمها للدين وهي تعصي رب العالمين.

فننصحك بقبول هذا الرجل إن كان صاحب دين وخلق، وأن تطيعيه في المعروف. وإن كنت في حاجة للعمل وأذن لك في ذلك فيمكنك البحث عن عمل لا يترتب عليه أمر محرم من اختلاط أو نحوه. وإن أمكنك العمل من بيتك من خلال الانترنت مع بعض الشركات فافعلي. ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 10590.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني