الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم إخبار الرجل زوجته الثانية بزوجته الأولى ليس تلاعبا بالدين

السؤال

بالله عليكم أفيدوني، فأنا محتارة وفي حزن شديد، أنا فتاة 28سنة، تزوجت برجل متزوج لما رأيته من حسن خلقه ودينه، لكن بعد أسابيع من زواجنا علمت أنه متزوج من أخرى وكانت الأولى وله منها أولاد، وعندما سألته قال إنه تزوجها على نية طلاقها لأنه كان ببلاد كفار يدرس وأرجعها بعد أن طلقها ولا أحد يعرف من أهله من أجل أطفالها، وهي متنازلة عن كل حقوقها وأنه لا يعاشرها كزوجة.
سؤالي جزاكم الله خيرا هو: هل يعتبر زوجي كاذبا أو بدينه شيء من التلاعب بأمور الدين؟ وهل لي أن أطلب الطلاق لأنه لم يخبرني ولأني أخاف أن يكون من هؤلاء الناس الذين يفسرون الدين على هواهم؟ وجزاكم الله خيرا عني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس من شرط صحة زواج الرجل من أخرى إخبارها بأن له زوجة سابقة، فلا يعتبر الزوج كاذبا بمجرد كونه لم يخبر زوجته الثانية بذلك، وأما إذا أخبرها بأنه ليس له زوجة أولى فقد كذب عليها، والكذب محرم، وراجعي الفتوى رقم: 94584.

وليس مجرد حصول هذا التصرف وحده دليلا كافيا على أن هذا الرجل في دينه خلل أو أنه يتلاعب بالدين، لأنه ما من أحد إلا وتحصل منه زلة، فإن تاب منها تاب تاب الله عليه.

ولا يجوز للزوجة أن تطلب من زوجها الطلاق لكونه لم يخبرها بذلك الزواج. فقد بين أهل العلم الحالات التي يجوز للزوجة فيها طلب الطلاق من زوجها وليس منها ما ذكر، وراجعي الفتوى رقم: 37112.

وننبه إلى أنه على فرض وجود ما يبرر للزوجة طلب الطلاق لا ينبغي لها أن تعجل إليه، فقد تطلبه ويطلقها زوجها وتندم بعد ذلك، وهذا مما يحدث كثيرا فلينتبه له.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني