الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا اعتراض على الرقية الشرعية

السؤال

الموضوع يا سيادة الشيخ , أني رجل قد أعجبتني إحدى البنات , ثم أقدمت عل خطبتها , وبعد فترة من الخطوبة ظهرت عليها أعراض التعب , وقد قام أهلها بالكشف عليها بالذهاب بها إلى الدكاترة , ولكن كل شيء على ما يرام , ثم راودني شك في أن الشيء غير عادي فذهبت إلى أحد الإخوة الملتزمين , طالبا منه تحديد سبب التعب والعلاج . فقال لي الأفضل لي أن أفسخ خطبتي لأن تلك البنت ملبوسة بالجن وهو من النوع الصعب , وسوف يتعبني ويشيب رأسي .طبعاً أنا استخرت الله في هذا الأمر وتوكلت عليه , أني أسمع عن طرق شرعية وأمور أخرى . ما أوده من سيادتكم التكرم وإخباري ما المفروض عمله , حيث أن أهلها معترضون على إرسالها إلى من يجيد استخدام تلك الطرق , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن للسائل الكريم أن يطلب الرقية الشرعية لخطيبته فهذا شيء أمر به الشرع، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم من حديث جابر رضي الله عنه أنه قال: لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء بَرَأ بإذن الله عز وجل. رواه مسلم .
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما أنزل من داء إلا أنزل له شفاء. وفي المسند عن ابن مسعود رضي الله عنه يرفعه: إن الله عز وجل لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء، علمه من علمه، وجهله من جهله.
وعليك أن تحذر من السحرة والمشعوذين والكهنة فإنهم لا خير فيهم، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إتيانهم وتصديقهم، ففي صحيح مسلم عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم: من أتى عرافاً فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوماً.
وما قلت من أن أهل الفتاة معترضون على إرسالها إلى من يجيد تلك الطرق، فإذا كنت تقصد بتلك الطرق: السحرة والمشعوذين ... فهذا من حقهم بل واجبهم، ويجب عليك أنت أن تشجعهم على ذلك لأن هؤلاء لا خير فيهم، ولايزيدونها إلا وهناً وتعباً.
أما إذا كنت تقصد الرقية الشرعية فليس لهم الحق في الاعتراض عليها، فقد أمرنا صلى الله عليه وسلم بالتداوي، كما مر في الأحاديث الصحاح، والقول قولك إذا كانت زوجتك، أما إذا كنت ما زلت مجرد خاطب -وهو الظاهر- فليس لك إلا النصح والإرشاد والتوجيه.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني